حل غير متوقع لأزمة الطاقة.. محركات نفاثة تدخل عالم الذكاء الاصطناعي
في تطور لافت يربط بين عالم الطيران فائق السرعة وثورة الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة Boom Supersonic عن خطط لاستخدام تقنيات محركاتها النفاثة الأسرع من الصوت لتوليد الطاقة وتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في خطوة قد تغيّر مستقبل البنية التحتية الرقمية عالميًا.
محركات نفاثة لتغذية مراكز الذكاء الاصطناعي
كشفت الشركة عن إطلاق توربينات جديدة تحمل اسم Superpower، وهي نسخ معدلة بشكل طفيف من محركات Symphony التي تطورها Boom لطائراتها المستقبلية.
وتهدف هذه التوربينات إلى توفير طاقة عالية الكفاءة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، التي تشهد طلبًا غير مسبوق نتيجة التوسع السريع في استخدام النماذج الذكية والحوسبة المتقدمة.
وتُعد الاستعانة بتقنيات المحركات النفاثة لتوليد الكهرباء أمرًا شائعًا نسبيًا في قطاع الطاقة، حيث بدأت بالفعل بعض شركات تشغيل مراكز البيانات بالاعتماد على توربينات مشتقة من محركات الطائرات لتلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة. إلا أن Boom ترى أن تقنيتها الأسرع من الصوت تمنحها أفضلية واضحة من حيث الكفاءة والاعتمادية.
بحسب الرئيس التنفيذي للشركة، بليك شول، فإن محركات Boom النفاثة تتميز بنسبة عالية من القدرة إلى الوزن، إضافة إلى كفاءة حرارية محسّنة، ما يجعلها مناسبة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة التي تتطلب طاقة مستقرة وقابلة للتوسع بسرعة.
ويؤكد شول أن توربينات Superpower قادرة على تلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي المتسارعة، خاصة في البيئات التي تحتاج إلى حلول طاقة مرنة ومستقلة.
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل صناعة الطاقة
تأتي هذه الخطوة في وقت أنهت فيه Boom مؤخرًا برنامج طائرتها التجريبية XB-1، وتواصل العمل على تطوير طائرتها التجارية الكاملة Overture، التي تستهدف إعادة السفر الجوي الأسرع من الصوت إلى الرحلات التجارية.
ووفقًا للشركة، من المتوقع أن تبدأ Overture نقل الركاب خلال نحو خمس سنوات.
وترى Boom أن مشروع Superpower يمكن أن يشكّل جسرًا استراتيجيًا بين المرحلتين، إذ سيوفر مصدر دخل إضافي يساعد في تمويل تطوير طائرة Overture، إلى جانب إتاحة فرصة اختبار تقنيات المحركات على الأرض وفي ظروف تشغيل مستمرة، قبل استخدامها في الطيران التجاري.
يعكس هذا التوجه حجم الضغط الذي يفرضه الذكاء الاصطناعي على شبكات الطاقة العالمية، حيث تتطلب مراكز البيانات الحديثة كميات هائلة من الكهرباء لتشغيل المعالجات المتقدمة.
ومع تزايد هذا الطلب، تتجه شركات التكنولوجيا والطاقة إلى حلول مبتكرة، من بينها الاعتماد على تقنيات الطيران المتقدمة.
وبذلك، لا تكتفي Boom Supersonic بدفع حدود السرعة في الجو، بل تسعى أيضًا إلى لعب دور محوري في دعم البنية التحتية التي يقوم عليها الذكاء الاصطناعي، باستخدام محركات نفاثة قد تصبح قريبًا مصدرًا رئيسيًا للطاقة الرقمية.
