عاصفة قوية تؤثر على الساعة في أمريكا.. ماذا يعني ذلك؟
أثرت عاصفة رياح قوية اجتاحت ولاية كولورادو الأسبوع الماضي على الوقت الرسمي في الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة، بعدما انفصل أكثر من عشر ساعات ذرية عن نظامها الرئيسي.
وتسبب هذا الانقطاع في تباطؤ الوقت الرسمي للولايات المتحدة لمدة 4.8 ميكروثانية، وهو فرق صغير جدًا بالكاد يمكن ملاحظته بالعين المجردة، لكنه ذو أهمية كبيرة للبنية التحتية الحيوية والأنظمة التقنية الدقيقة.
كيف تؤثر عاصفة كولورادو على الوقت الرسمي الأمريكي؟
الساعات الذرية، المسؤولة عن ضبط الوقت الرسمي في البلاد، موجودة في المعهد الوطني للمعايير والتقنية (NIST) بمدينة بولدر، كولورادو.
والعاصفة المصاحبة لرياح شديدة أدت إلى تدمير الأشجار والبنية التحتية للكهرباء، مما دفع أكبر شركة للطاقة في الولاية إلى تنفيذ عمليات إيقاف للطاقة بشكل احترازي لتجنب أي حوادث.
هذه الإجراءات أدت إلى انقطاع الطاقة عن بعض الأنظمة الحساسة في المعهد، بما في ذلك النظام الذي يجمع ويقيس البيانات من الساعات الذرية.
وأكد جيف شيرمان، عالم الفيزياء في NIST، أن الساعات الذرية نفسها واصلت العمل بفضل البطاريات الاحتياطية، لكن الاتصال بين بعض هذه الساعات وأنظمة القياس والتوزيع في المعهد هو الذي فشل مؤقتًا.
وقال شيرمان: "الساعات استمرت في العمل، لكن النظام الذي يجمع البيانات ويحدد الوقت بدقة تأثر مؤقتًا، لذلك حدث هذا الانحراف الطفيف في الوقت الرسمي".
ويستخدم المعهد أكثر من 20 ساعة ذرية، معظمها من نوع هيدروجين ميزر وبعضها أشعة سيزيوم، وحوالي 10 إلى 15 ساعة يتم الاعتماد عليها في أي وقت لتحديد الوقت الرسمي بدقة عالية.
وتعتبر هذه الساعات المعيار الذي تعتمد عليه كل أجهزة القياس الدقيقة في البلاد، بما في ذلك شبكات الاتصالات، نظم الملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS)، أنظمة البنوك والمعاملات المالية، وحتى تشغيل بعض المعدات الطبية الحساسة.
آثار تعطل الاتصال بالساعات الذرية
ويتم مراقبة البيانات من هذه الساعات باستمرار بواسطة أنظمة قياس متعددة القنوات (MCMS)، والتي تكشف حتى أصغر التغيرات في التردد.
وبعد ذلك، تُرسل هذه البيانات إلى حاسوب خاص يحسب الوقت الرسمي، والذي يستخدم أيضًا في تحديد الوقت العالمي المعروف بـUTC.
أي خطأ حتى ولو كان صغيرًا جدًا يمكن أن يؤثر على عمليات تعتمد على التوقيت الدقيق، مثل نقل الأموال عبر البنوك الدولية أو توقيت الأقمار الصناعية.
بالرغم من أن هذا التباطؤ الزمني لا يؤثر على حياتنا اليومية، مثل مواعيد العمل أو المدرسة، إلا أنه يمثل تذكيرًا بأهمية الاعتماد على أنظمة دقيقة وحساسة في حياتنا اليومية.
لحسن الحظ، تمت استعادة الكهرباء في المعهد بسرعة، وعمل الفريق على تصحيح هذا الانحراف الزمني، لتعود الأمور إلى طبيعتها خلال ساعات قليلة.
يعتبر هذا الحدث مثالًا نادرًا يوضح مدى الترابط بين الطبيعة والتكنولوجيا الحديثة، وكيف يمكن لعوامل خارجية مثل الطقس أن تؤثر على نظم دقيقة جدًا تعتبر أساسية لعمل المجتمعات الحديثة.
كما أنه يسلط الضوء على أهمية الاستعداد للطوارئ، مثل وجود بطاريات احتياطية وأنظمة بديلة لضمان استمرار العمل حتى أثناء انقطاع الكهرباء أو الكوارث الطبيعية.
