ماذا يحدث في سوق المنازل الفاخرة في لندن خلال 2025؟
واجه سوق المنازل الفاخرة في لندن في عام 2025 أداءً ضعيفًا وصفه محللون بأنه أسوأ عام له منذ جائحة كورونا مع تراجع كبير في عدد الصفقات الكبيرة والمعاملات الفاخرة في العاصمة البريطانية.
وقد أظهرت بيانات حديثة أن السوق العقارية الفاخرة في لندن لم تسجل أي صفقة تزيد قيمتها على 50 مليون جنيه إسترليني هذا العام، وهو ما لم يحدث منذ 2020، في ظل تراجع معنويات المشترين من أصحاب الثروات العالية وتأثير السياسات الاقتصادية والضريبية، وفقًا لـ"بلومبرغ".
سوق المنازل الفاخرة يتراجع وسط ضغوط ضريبية
وتتجه بيانات وسياسات الضرائب الجديدة في المملكة المتحدة إلى التأثير على الطلب على العقارات الفاخرة، لاسيما مع زيادة الضغوط الضريبية المفروضة على المنازل عالية القيمة، مما دفع بعض المستثمرين الأثرياء إلى التريث أو تحويل استثماراتهم إلى أسواق أخرى.
وقد أشار خبراء إلى أن الصفقات التي كانت تُنجز بقيمة أعلى كثيرًا في الأعوام السابقة قد تحولت إلى صفقات أقل حجمًا، حيث اقتصر أكبرها في 2025 على نحو 40 مليون جنيه إسترليني فقط.
ويعكس هذا التراجع في سوق المنازل الفاخرة ضعفًا أوسع في قطاع العقارات الفاخرة في أوروبا عمومًا، حيث انخفضت مبيعات المنازل الفاخرة في بعض المدن الأوروبية بنسب ملحوظة بضغط من ارتفاع تكاليف الاقتراض وعدم اليقين الاقتصادي، ما أثر على ثقة المستثمرين الأجانب والمحليين على حد سواء.
انعكاسات اقتصادية وتوقعات مستقبلية
ويُعتَبَر هذا الأداء الضعيف علامة على استمرار التحديات التي يواجهها سوق العقارات في المملكة المتحدة، خصوصًا في قطاعات النخبة، بعد سنوات من الاضطرابات الاقتصادية والسياسات الضريبية التي أُعلن عنها في الميزانيات الأخيرة.
وتشير توقعات بعض الخبراء إلى أن الانتعاش الكامل قد لا يكون وشيكًا، خاصة وأن ثقة المشترين لم تتعافَ بعد من تأثيرات السياسات الجديدة وارتفاع تكاليف الاقتراض، مما يُضعِف التدفقات الاستثمارية إلى هذا القطاع خلال الأشهر المقبلة.
كما ساهمت التغيرات في سلوك المشترين الدوليين في تعميق أزمة سوق المنازل الفاخرة في لندن، إذ أظهر التقرير تراجع اهتمام المستثمرين الأجانب، الذين كانوا تاريخيًا من أبرز محركات الطلب على العقارات الراقية في العاصمة البريطانية.
ويرجع ذلك إلى ارتفاع تكاليف التملك، وتقلبات أسعار الصرف، إلى جانب تزايد جاذبية أسواق بديلة مثل دبي وباريس وميلانو، التي تقدم بيئات ضريبية أكثر استقرارًا وفرصًا استثمارية تنافسية، ما قلل من تدفقات رؤوس الأموال نحو سوق المنازل الفاخرة في لندن خلال العام الجاري.
