من المقاهي المغلقة إلى Gemini.. لماذا عاد سيرغي برين إلى غوغل؟
أوضح رجل الأعمال الأمريكي سيرجي برين، الشريك المؤسس لشركة غوغل، أنه ندم على قراره بالتقاعد من العمل قبل تفشي جائحة كورونا، معتبرًا أن هذا القرار كان "من أكبر الأخطاء" التي ارتكبها في مسيرته.
وقال برين، خلال حديثه في احتفال كلية الهندسة بجامعة ستانفورد بمئويتها، إنه بعد مغادرته إدارة غوغل في ديسمبر 2019، كان يخطط لقضاء وقته في "الجلوس بالمقاهي ودراسة الفيزياء"، لكنه فوجئ بإغلاق المقاهي مع بداية الجائحة، ما جعله يشعر بالعزلة وفقدان الحافز.
وأضاف برين مازحًا: "خلال فترة التقاعد لم أعد نشيطًا ولا حادّ الذهن كالسابق"، مشيرًا إلى أنه كان بحاجة إلى تحدٍّ فكري جديد يعيد إليه الشعور بالحيوية والإبداع.
ومع فتح الشركة لمكاتبها جزئيًا، عاد برين تدريجيًا إلى مستويات متقدمة من العمل، ليشارك في تطوير مشروع الذكاء الاصطناعي جيميني، الذي أصبح لاحقًا أحد أبرز منتجات غوغل في هذا المجال.
وكشف برين أنه أعاد تقييم طريقة غوغل في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الشركة "لم تستثمر بالشكل الكافي" في بدايات هذه التقنية رغم أنها كانت رائدة فيها، حيث أنتجت عام 2017 ورقة بحثية عن نموذج Transformer، الذي أصبح أساسًا لكل أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية الحالية.
وقال برين: "كنا مترددين في تطوير روبوتات المحادثة لأننا خفنا من أن تقول أشياء غير منطقية، بينما منافسونا، مثل OpenAI، خاطروا وانطلقوا بسرعة أكبر".
لكنه أشار إلى أن غوغل ما زالت تمتلك تفوقًا واضحًا بفضل البنية التحتية الهائلة لمراكز بياناتها، وتطويرها لرقائق ذكاء اصطناعي مخصصة.
وتحدث برين عن بعض أخطائه السابقة، مشيرًا إلى تجربته مع نظارات غوغل قائلاً: "تسرعت في إطلاق المنتج قبل أن يكون ناضجًا بما يكفي أو بسعر يمكن تحمله، وربما اندفعت باعتقاد أني سأصبح مثل ستيف جوبز، وهذه كانت غلطة".
وأضاف أن التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم يجعله مفعمًا بالحماس: "إنه أمر مذهل، فلو توقفت عن متابعة الأخبار لشهر واحد ستجد نفسك متأخرًا كثيرًا عن الأحداث".
وفي ختام حديثه، قدّم برين نصيحة لطلاب الهندسة بعدم تجنب المجالات التقنية رغم تطور الذكاء الاصطناعي، قائلاً: "لا تتركوا دراسة البرمجة لأن الذكاء الاصطناعي بات يجيدها، فهو قد يكون أبرع من البشر حتى في الأدب المقارن، لكن لا يمكنه أن يحل محل الفكر الخلّاق والفضول الإنساني".
