الصين تكشف عن خطة فضائية جريئة.. تعرّف على تفاصيلها
تخطط الصين لدفع حدود استكشاف الفضاء خلال العقد المقبل ضمن خطة الـ5 سنوات المقبلة، حيث أعلنت وكالة الفضاء الوطنية الصينية CNSA عن 4 مهام فضائية رائدة تركز على دراسة الشمس والقمر والفضاء العميق.
وتهدف الصين من خلال هذه المبادرات، إلى توسيع فهم البشرية للكون، بدءًا من البحث عن كواكب شبيهة بالأرض إلى استكشاف المراحل الأولى للكون.
مشروع الهونغمينغ
ويعتبر مشروع الهونغمينغ Hongmeng Project أحد أبرز المهام في جدول الصين الفضائي، ويهدف إلى نشر شبكة من التلسكوبات منخفضة التردد على الجانب البعيد من القمر، بعيدًا عن التداخل الإشعاعي من الأرض.
وسيمكن هذا الموقع العلماء من رصد الإشارات الضعيفة القادمة من العصور المظلمة الكونية Cosmic Dark Ages، وهي الفترة التي سبقت تكوّن أول النجوم.
وقد تكشف هذه الإشارات، التي لا يمكن اكتشافها بواسطة التلسكوبات التقليدية، عن كيفية تشكّل أولى الهياكل في الكون، فيما وصفه خبراء بأنه "ميكروفون كوني هائل لرصد صرخات الكون الوليد".
وتكمل هذه المهمة المراصد الفضائية المتقدمة مثل تلسكوب جيمس ويب James Webb Space Telescope، لكنها توفر زاوية فريدة قد تكشف عن تفاصيل جديدة حول أصول الكون، مما يساهم في الإجابة عن أسئلة أساسية عن طبيعة الزمان والمكان.
كوافو 2: ثورة في دراسة الشمس
وفيما يخص دراسة الشمس، تأتي مهمة كوافو-2 "Kuafu-2" بعد نجاح سابقتها، وتركز على دراسة المجالات المغناطيسية للنجم الشمسي والنشاط الشمسي، خصوصًا في المناطق القطبية التي كانت صعبة الوصول في المهام السابقة.
ووُصفت المهمة بأنها "ميكروسكوب كوني يكشف قلب الشمس المغناطيسي"، وستوفر رؤى جديدة حول العواصف الشمسية وتأثيراتها المحتملة على الأرض، بما في ذلك الاتصالات والأقمار الصناعية وشبكات الطاقة وسلامة رواد الفضاء.
مهمة Exo-Earth
وأحد أكثر المشاريع إثارة هو مهمة Exo-Earth، وهي عبارة عن قمر صناعي مصمم للبحث عن كواكب شبيهة بالأرض، المعروفة بـ "الأرض 2.0".
وسيقوم القمر الصناعي بمراقبة آلاف النجوم في مجرتنا لاكتشاف كواكب مشابهة للأرض تقع في المناطق الصالحة للسكن.
ومن المقرر إطلاق المهمة بحلول عام 2028، لتصبح جزءًا أساسيًا في جهود الصين لتصبح رائدة عالميًا في أبحاث الكواكب الخارجية، متجاوزة بذلك نجاحات تلسكوب Kepler وTESS التابعين لوكالة ناسا.
مرصد eXTP
وتركز مهمة eXTP Space Observatory، على دراسة بعض أكثر بيئات الكون تطرفًا، مثل آفاق الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية والسوبرنوفا.
وستجمع المهمة بين ملاحظات الأشعة السينية وتقنيات التوقيت والاستقطاب الدقيقة، مما يتيح للعلماء دراسة قوانين الفيزياء في ظروف لا يمكن محاكاتها على الأرض.
ويضم المرصد أجهزة متطورة مثل Spectroscopic Focusing Arrays وPolarimetry Focusing Arrays، ما سيمكن العلماء من فهم سلوك المادة تحت أقصى الظروف، والإجابة عن أسئلة أساسية حول طبيعة الجاذبية والفيزياء الكمية ونسيج الزمكان.
ومن المتوقع أن يُطلق المرصد بحلول عام 2030، ليصبح أحد أهم المشاريع الرائدة في علم الفلك والفيزياء الفلكية.
وتمثل هذه المهام الأربع قفزة نوعية في طموحات الصين الفضائية، وتعكس سعيها لتوسيع آفاق البحث العلمي وفهم الكون بدءًا من الكواكب القريبة وصولًا إلى أصول الزمان والمكان في الكون المبكر.
