رئيس آبل ينتصر أخيرًا بسبب نائبه.. ما القصّة؟
حسم جوني سروجي نائب رئيس شركة آبل للتقنيات الهندسية، الجدل حول مستقبله داخل الشركة بعد أيام من تداول تقارير تفيد بنيّته الرحيل والانضمام إلى شركة تكنولوجية منافسة.
وفي مذكرة داخلية وجهها إلى أفراد قسمه يوم الإثنين، أكد سروجي أنه لا يخطط لمغادرة آبل، قائلاً: "أعلم أنكم قرأتم الكثير من الشائعات بشأن مستقبلي، وأودّ أن تسمعوا مني مباشرة؛ أحب فريقي وأحب عملي في آبل، ولا أنوي المغادرة في أي وقت قريب".
وجاء قرار سروجي بالبقاء بمثابة انتصار مهم للرئيس التنفيذي تيم كوك، الذي يقود منذ أسابيع حملة مكثفة للاحتفاظ برجل الهندسة الأقوى في الشركة، في ظل موجة مغادرات غير مسبوقة.
وكشفت وكالة بلومبرغ أن كوك عرض على سروجي حزمة تعويضات مالية ضخمة مع توسيع نطاق مسؤولياته داخل آبل، بعد تقارير أشارت إلى أنه كان يفكر في الانتقال إلى شركة أخرى في قطاع التكنولوجيا.
ويُعد جوني سروجي، البالغ من العمر 61 عامًا، أحد أبرز الشخصيات في قطاع التقنية حول العالم، إذ تولى قيادة التحول التاريخي الذي شهدته آبل بالانتقال من معالجات إنتل إلى المعالجات المصمَّمة داخليًا تحت اسم Apple Silicon، ما عزز قدرات الشركة التصنيعية وأعطاها استقلالية استراتيجية في المنتجات المستقبلية.
أزمة الاستقالات داخل آبل
ويأتي إعلان سروجي في وقت بالغ الحساسية للشركة، التي تواجه اهتزازًا في صفوفها القيادية بعد سلسلة استقالات طالت ستة من كبار التنفيذيين خلال أسابيع قليلة، من بينهم رئيس الذكاء الاصطناعي جون جياناندريا، ورئيس التصميم البصري ألان داي، والمستشارة العامة كيت آدامز، ونائبة الرئيس لشؤون البيئة ليزا جاكسون، إضافة إلى تقاعد الرئيس التنفيذي للعمليات جيف ويليامز في نوفمبر الماضي.
وأثارت هذه الاستقالات، التي لم تشهد الشركة مثيلاً لها منذ عقود، قلقًا داخل آبل، تزامنًا مع تباطؤ مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تأخرت مقارنة بمنافسيها مثل ميتا وأوبن إيه آي.
ووفقًا لمصادر بلومبرغ، ترك العشرات من مهندسي الذكاء الاصطناعي الشركة خلال الأشهر الأخيرة لينضموا إلى المنافسين، ما شكّل تحديًا أمام جهود آبل لاستعادة موقعها في هذا القطاع الحيوي.
وفي المذكرة الداخلية، شدد جوني سروجي على فخره بما أنجزه فريقه خلال السنوات الأخيرة، مشيدًا بمحفظة آبل التقنية من شاشات وكاميرات وحساسات ورقائق وبطاريات، قائلاً: "معًا، نصنع أفضل المنتجات في العالم".
وأضاف أن تركيزه الحالي ينصب على تعزيز الابتكارات الهندسية التي تعزز مكانة آبل في سوق الإلكترونيات الاستهلاكية والذكاء الاصطناعي.
