رئيس شوبيفاي: توازن العمل والحياة كذبة.. ما البديل الذي يقترحه؟
دعا هارلي فينكلستين، رئيس شركة شوبيفاي (Shopify)، إلى إعادة التفكير في مفهوم "توازن الحياة والعمل"، معتبرًا أنه مصطلح مضلل، ومؤكدًا أن الأصح هو السعي لتحقيق "انسجام" بين الجانبين بدلًا من الفصل بينهما.
وفي حديثه عبر بودكاست "Aspire"، أوضح فينكلستين أن هذا الانسجام الشخصي قد يعني العمل في بعض أيام العطلة أو قضاء بعض أيام الأسبوع مع العائلة، مؤكدًا أن "الحياة لا تسير على معيار واحد، فلكل مرحلة ظروفها ومتطلباتها".
مفهوم الانسجام في العمل
قال فينكلستين: "البعض يظن أن توازن الحياة والعمل يعني العمل من التاسعة حتى الخامسة فقط، أو التوقف عن الرد على الرسائل مساءً، لكن الأمر أكثر مرونة من ذلك. بالنسبة لي، هناك أيام سبت أعمل فيها، وأخرى، مثل خميس بعد الظهر، أقضيها في نزهة مع زوجتي، وهذا هو الانسجام الذي يناسب نمط حياتي".
وأضاف أن تعريف الانسجام يختلف تبعًا للفترات الحياتية، موضحًا: "قبل الزواج كنت أعمل 80 ساعة أسبوعيًا، أما عندما رزقت بأطفالي، كان عليّ تقليص الوقت لأركز على أسرتي. ليس هناك نموذج موحد، بل على كل شخص أن يجد إيقاعه الخاص".
يشارك فينكلستين هذا التوجه عدد من كبار القادة في عالم الأعمال، منهم الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا نادالا، الذي تحدث في مقابلة عام 2019 عن رغبته في "تناغم" بين اهتماماته الشخصية وعمله.
كما أكد مؤسس أمازون جيف بيزوس أن الحديث عن "توازن الحياة والعمل" يُعد مفهومًا مثبطًا، لأن الحياة المهنية والشخصية "دائرتان متداخلتان لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى".
حتى الملياردير مارك كوبان أشار في تصريحات سابقة إلى أنه "لا يوجد توازن حقيقي لمن يسعون إلى طموحات كبيرة"، لأن المنافسة تفرض العمل أكثر من الآخرين لتحقيق النجاح.
رغم أنه في شبابه كان يعمل لساعات طويلة، شدد فينكلستين على أن النجاح لا يرتبط بعدد الساعات بل بمدى الكفاءة في استثمار الوقت. وقال: "أعرف أشخاصًا يعملون 40 ساعة أسبوعيًا فقط، ومع ذلك يقدمون أداءً يفوق بعض من يعملون ضعف هذا الوقت، لأنهم أكثر تركيزًا وكفاءة".
وأشار رئيس شوبيفاي إلى أن مفهوم الانسجام بين الحياة والعمل يجب أن يتناسب مع ثقافة المؤسسات الحديثة، التي تمكّن الموظفين من إدارة وقتهم بمرونة، بدلًا من مراقبتهم أو فرض ساعات ثابتة عليهم.
