توصل فريق دولي من الباحثين إلى أن نوعًا صغيرًا من الخفافيش، يعرف باسم خفاش الشفاه المهدّبة (Trachops cirrhosus)، يمتلك قدرات صيد مذهلة، قد تتفوق أحيانًا على قدرات بعض الحيوانات المفترسة الكبيرة مثل الأسود.
معلومات عن أسرار صيد
وقاد باحثون من جامعة آرهوس الدنماركية ومعهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية الدراسة التي استخدمت أجهزة تتبع صغيرة على شكل "حقائب ظهر" لتسجيل تحركات 20 خفاشًا وبيئتها الصوتية أثناء الليل، مما أتاح للعلماء مراقبة سلوك الصيد بدقة غير مسبوقة.
وأظهرت البيانات أن هذه الخفافيش الصغيرة، التي لا يتجاوز حجمها بضعة سنتيمترات، تعتمد على استراتيجية صيد تشبه تكتيكات الحيوانات المفترسة الكبيرة، بالانتظار والترقب لساعات بالقرب من تجمعات الضفادع.
وبفضل حاسة سمع حساسة جدًا، يمكنها رصد أصغر الأصوات والانقضاض على الفريسة في هجمة سريعة لا تتجاوز ثماني ثوانٍ في المتوسط.
وأظهرت نتائج الدراسة المنشورة في مجلة Current Biology أن الخفافيش تحقق معدل نجاح في الصيد يصل إلى 50%، مقارنة بـ14% للأسود و2% فقط للدببة القطبية، مما يجعلها من أكثر الكائنات كفاءة في استهلاك الطاقة مقابل الجهد المبذول.
كما رصد الباحثون حالات تمكنت فيها الخفافيش من صيد فرائس تزن حوالي 20 غرامًا، أي ما يعادل وزنها تقريبًا، مع مدة مضغ بلغت 84 دقيقة في إحدى الحالات، ما يعكس ضخامة الفريسة مقارنة بحجم الخفاش.
وأكدت باحثو الدراسة أن النتائج تعيد النظر في العلاقة بين حجم الحيوان واستراتيجية الصيد، مشيرة إلى أن هذه الخفافيش تتصرف مثل الحيوانات المفترسة الكبيرة من حيث الصبر والدقة والفاعلية.
وأظهرت البيانات أيضًا أن الخفافيش الأكبر سنًا تتفوق في التعامل مع الفرائس الكبيرة، مما يبرز دور الخبرة والتعلم في تطوير مهارات الصيد.
ويأمل الباحثون أن يسهم هذا الاكتشاف في فهم الدور البيئي المعقد للخفافيش وإبراز قدراتها المذهلة التي ظلت طويلاً خارج الاهتمام العلمي.