تجربة قيادة لكزس LX600.. رواية تتجاوز حدود الإرث المجيد
مسيرة لكزس LX في عالم مركبات الدفع الرباعي كبيرة الحجم الفاخرة لا تختلف كثيرًا عن مسيرة نظيرتيها اللتين اعتمدتا على نفس الهيكل والمكونات الميكانيكية لسيارة أخرى من إنتاج علامة تجارية شقيقة.
فكما هي كاديلاك إسكاليد نسخة فاخرة من شيفروليه تاهو، وكما هي لنكولن نافيغيتور نسخة معززة بمستويات فخامة عالية من فورد أكسبديشين، كذلك هي لكزس LX600 التي نختبرها اليوم، نسخة فاخرة من تويوتا لاند كروزر، ولكن مع فارق بسيط ذي أهمية كبيرة وهو أنّ LX كما غريمتها المباشرة إنفينيتي QX80 (التي تقوم على أساسات نيسان باترول) هما شقيقتان فاخرتان لا فقط لمركبات دفع رباعي من علامة تجارية أقل قيمة، بل أيضًا لأسطورتين من أساطير الخوض في غمار المناطق الوعرة، وهذا يفرض عليهما تحديًا يتجاوز حدود المنافسة في سوق سيارات أبناء الذوات، بل أيضًا تحقيق علامة فارقة تكفي مالكيهما شر الظهور بمظهر من دفع مبالغ إضافية للحصول على سيارة أقل أهمية من ابنة عمها الاقتصادية.
ولكن بما أنّ لكزس هي قبل كل شيء أحد المشاريع الناجحة لتويوتا، أي للعلامة التجارية التي تمكّنت بوقتٍ قياسي من فرض نفسها على الساحة العالمية كواحدة من أبرز مصنعي السيارات العملية ذات الاعتمادية العالية، كان لا بد من تعزيز لكزس LX الخيار الفاخر من مفخرة الأرض (شعار لاند كروزر) بمواصفات تليق بالدور الجديد الموكل إليها وتتناسب مع ما يطمح به عملاؤها أصحاب المقام الرفيع. والتالي هو شرح لهذه المواصفات:
التصميم الخارجي
على صعيد التصميم الخارجي، ورغم أنّ خطوط LX محكومة بأبعاد قاعدة العجلات نفسها التي تقوم عليها لاند كروزر، إلا أنّ الأخيرة لم تمنع العاملين لدى مرافق تصميم لكزس، التي تتخذ من صوفيا انتيبولس في الجنوب الفرنسي مقرًا لها، أو نظيرتها اليابانية في إقليم أيشي، من تميز جسم LX بخطوط راقية وسمات أنيقة ترفع من مستويات الهيبة التي تتوفر للسيارة على الطريق وتؤكد على شخصيتها الفاخرة.
وأبرز هذه السمات هي شبكة التهوية المغزلية الشهيرة من لكزس، والتي تأتي بخيار ذي إطلالة فاخرة مع قضبان أفقية عائمة، أو بآخر يحتوي على شبكة رياضية الطابع تعزز مستويات تبريد المحرك.
وبمناسبة ذكر الأخير، لا بد من الإشارة إلى سمة أخرى تميز مقدمة لكزس وهي الخطوط المفتولة العضلات لغطاء المحرك.
الخطوط المعضلة ذات التصميم الغني تتابع على القسم الجانبي للسيارة وتبرز بأبهى حلة على مستوى أقواص العجلات التي تعطي بُعد رياضي لإطلالة السيارة الفاخرة.
أما في الخلف، فتعاني مؤخرة LX من بعض الرتابة في التصميم، بسبب الشكل التقليدي لمصابيح التوقف التي لا ترتقي لمستوى التصميم المميز الذي كان يتمتع به الجيل السابق من السيارة، علمًا أنّ كتابة Lexus وسط المؤخرة تساهم قليلًا في تعويض الأمر.
المكونات الميكانيكية وتجربة القيادة
تتمتع لكزس LX600 بمحرك من ست أسطوانات سعة 3.4 لتر مع شاحن هواء توربو، يولد قوة 409 أحصنة تنتقل إلى العجلات الأربع عبر علبة تروس أوتوماتيكية من عشر نسب. ومن جهته، يتضمن نظام الدفع الرباعي مدى منخفضًا للقيادة فوق الأسطح الزلقة.
ولكن، وبما أنّ التصميم الخارجي ذا الملامح الفاخرة للسيارة ومقصورتها الراقية، يعكسان وجهة استخدام بعيدة عن تلك التي تتضمن الخوض في مغامرات خارج الطرق المعبدة، فإنّ التركيز على الانقيادية المريحة الراقية داخل شوارع المدينة الضيّقة وحولها على الطرق المفتوحة كان هو الهدف الأول.
وبذلك يوفر نظام التعليق مزيجًا متناسقًا من الراحة والتماسك مع نعومة واضحة في الطريقة التي تتحرك فيها السيارة فوق الطريق.
أما على صعيد الحركة الأفقية للسيارة، فقد أثمرت المساعي التي قام بها مهندسو لكزس لإعادة ضبط عيارات مكونات السيارة الميكانيكية التي تتشارك بها مع الشقيقة لاند كروزر، من خلال سلاسة في وصول القوة إلى العجلات، وبشكلٍ ينسجم مع شخصية الصانع الياباني الفاخر وتراثه في هذا المجال.
مقصورة القيادة
من الداخل، تتمتع LX بمقصورة أنيقة، بدءًا من الكونسول الوسطي العريض بين المقاعد الأمامية، وصولًا إلى التنجيد الجلدي المبطّن الشهير من لكزس.
هذا وتأتي لوحة القيادة مُغلّفة أيضًا بالجلد مع عناصر خشبية ولمسات من الكروم المُدخن، وتُقدم المقاعد الأمامية أعلى مستويات الراحة، ويمكن الحصول عليها مع ميزة التدليك.
أما على صعيد الرحابة، فتتسع المقصورة لما يصل إلى سبعة ركاب في ثلاثة صفوف من المقاعد، إلا أنّ مقاعد الصف الثالث تأتي بحجم صغير ومساحة عمودية قليلة جدًا لأرجل الجالسين عليها، مما يؤكد على أنها حصرًا للأطفال أو لأصحاب القامات القصيرة جدًا.
