Galaxy Z TriFold.. ابتكار جريء يشعل منافسة الأجهزة القابلة للطي
أعلنت شركة سامسونغ للإلكترونيات، اليوم الثلاثاء، عن إطلاق أول هاتف ذكي متعدد الطيات، يحمل اسم "Galaxy Z TriFold"، وهو ابتكار طال انتظاره في سوق يشهد تحولًا سريعًا وتنافسًا متصاعدًا، خاصة مع توسع الشركات الصينية في هذا النوع من الأجهزة.
يأتي الهاتف الجديد كتجسيد لرؤية سامسونغ المستقبلية تجاه مفهوم الهواتف القابلة للطي، حيث يعتمد تصميمًا ثلاثي الطيات يتيح تقديم شاشة واسعة عند فتح الجهاز بالكامل، ما يجعله أقرب إلى جهاز لوحي متعدد الاستخدامات.
وتراهن الشركة على أن يقدم هذا التصميم تجربة أكثر مرونة للمستخدمين الذين يبحثون عن جهاز واحد يلبي احتياجات الهاتف والتابلت في آن واحد.
وبحسب الشركة، يوفر Galaxy Z TriFold مزايا محسّنة في تعدد المهام، بالإضافة إلى إمكانات أكبر في تشغيل التطبيقات وتوزيع النوافذ، الأمر الذي يجعل الجهاز مناسبًا للاستخدامات العملية والترفيهية على حد سواء.
تكلفة الهاتف الجديد من سامسونغ
ويعتمد الهاتف الجديد على تقنية طي ثلاثية تجمع بين مفصلات دقيقة ولوحات مرنة مطوّرة داخليًا، ما يسمح للجهاز بالتحول بين وضعيات متعددة: وضع الهاتف التقليدي، ووضع الشاشة العريضة، ووضع الجهاز اللوحي كامل الامتداد. وقالت سامسونغ أن الشاشة الممتدة البالغ قياسها 10 بوصات تمكّن المستخدم من تشغيل ثلاثة تطبيقات متزامنة بسهولة، مع تحسينات في القلم الإلكتروني ودعم أكبر للمهام الإنتاجية مثل تحرير المستندات ومتابعة الاجتماعات الافتراضية.
وأكدت الشركة أن تكلفة الجهاز تبلغ نحو 3.59 مليون وون (2440 دولارًا أميركيًا)، حيث تعكس مستوى الابتكار وتعقيدات التصنيع التي يتطلبها تصميم متعدد الطيات، إلى جانب ضمان أعلى درجات المتانة، مشيرة إلى أن المفصلات خضعت لاختبارات مكثفة للتأكد من تحملها عشرات الآلاف من عمليات الطي دون تأثير في الأداء.
ورجّح مراقبون أن تركيز سامسونغ على الابتكار المتقدم يهدف إلى تعزيز صورتها كقائد تقني عالمي، في وقت تشتد فيه المنافسة مع الشركات الصينية التي باتت تطرح أجهزة قابلة للطي بأسعار أقل، وتحقق انتشارًا سريعًا في بعض الأسواق الآسيوية والأوروبية. ومع ذلك، يُنظر إلى جهاز TriFold بوصفه خطوة هجومية تسعى من خلالها سامسونغ إلى رفع سقف التوقعات وإعادة تعريف معايير الفئة القابلة للطي.
وتوقعت سامسونغ أن يسهم الجهاز في تعزيز حضورها بين فئات المستخدمين الذين يعتمدون على العمل المتنقل أو الذين يحتاجون إلى شاشة كبيرة لتعدد المهام، بينما تؤكد أن هدفها الأبعد هو فتح الباب أمام جيل جديد من الأجهزة التي قد تصبح القاعدة خلال السنوات المقبلة بدلاً من الاستثناء.
وقال محللون إن إعلان سامسونغ عن جهاز متعدد الطيات لا يمثل فقط محاولة لاستعادة زمام المبادرة، بل يشير أيضًا إلى رغبتها في دفع التطور التقني إلى مرحلة جديدة تتجاوز الهواتف ثنائية الطي الحالية.
وأكد الخبراء على أن الشركة تعمل منذ سنوات على تطوير هذا النمط من الأجهزة، الذي يتطلب مفصلات دقيقة وشاشات مرنة معقدة قادرة على تحمل الطي المتكرر دون التأثر. ومع ذلك، يحذر محللون من أن الطريق أمام هذا الابتكار لن يكون سهلًا، إذ إن تكلفة الإنتاج المرتفعة ستنعكس بشكل مباشر على سعر الجهاز، ما قد يحدّ من انتشاره خلال الفترة الأولى.
وأشارت التوقعات إلى أن الهاتف الجديد سيستهدف في البداية المستخدمين المتحمسين للتقنية وعشاق الأجهزة المتطورة، بينما قد يتأخر وصوله إلى الجمهور الأوسع إلى أن تتغلب سامسونغ على تحديات الإنتاج وتتمكن من خفض تكاليف التصنيع. كما يتوقع الخبراء أن تلعب متانة الجهاز واختبارات التحمل دورًا مهمًا في الحكم على نجاحه، خاصة بعد الانتقادات التي طالت الإصدارات الأولى من هواتف سامسونغ القابلة للطي قبل سنوات.
