"كاراكتر إيه آي" تقدم بديلاً آمنًا للمراهقين.. تعرّف عليه
أعلنت شركة كاراكتر إيه آي Character.AI إطلاق صيغة تفاعلية جديدة تحمل اسم قصص Stories، والتي تُتيح للمراهقين إنشاء روايات تخيّلية تفاعلية بالشراكة مع شخصياتهم المفضلة، بدلاً من الدردشات المفتوحة التي حُجبت مؤخرًا عن من هم دون 18 عامًا.
ويأتي هذا التحول بوصفه أكبر تعديل تشهده المنصة منذ انطلاقها، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أثر الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية للمراهقين.
وتؤكد الشركة أنّ قصص Stories تُشكّل طريقة موجَّهة وآمنة للتفاعل؛ إذ تعتمد على سيناريوهات مكتوبة مسبقًا، تُصاغ عبر هيكل متدرج يتيح للمستخدم اختيار المسارات المختلفة داخل القصة، دون السماح بفتح محادثات حرة أو تلقّي رسائل غير مطلوبة.
وترى "كاراكتر إيه آي" أن هذا الأسلوب يُعد حلًا متوازنًا يُبقي المراهقين على تواصل مع الشخصيات الرقمية المفضلة لديهم، ولكن ضمن إطار منضبط يقلّل احتمالات التعلّق النفسي الذي قد ينشأ عن الحوارات المفتوحة.
منع الدردشة المفتوحة للمراهقين
وخلال الأسابيع الماضية، شرعت "كاراكتر إيه آي" في تطبيق سياسة تقييد تدريجي وصول المراهقين إلى روبوتاتها، وصولاً إلى الحجب الكامل هذا الأسبوع.
ويأتي هذا القرار عقب سلسلة تحذيرات من خبراء الصحة النفسية بشأن الروابط العاطفية التي قد تنشأ بين المستخدمين الصغار والذكاء الاصطناعي، ولاسيما أن روبوتات الدردشة تعمل على مدار الساعة ويمكنها بدء الحوار تلقائيًا حتى من دون طلب المستخدم.

وتعززت تلك المخاوف بعد دعاوى قضائية رُفعت ضد شركات عدة، بينها شركة أوبن إيه آي OpenAI وكاراكتر إيه آي Character.AI نفسها، بشأن دور روبوتات الدردشة في حالات انتحار.
ودفعت هذه الضغوط الشركة إلى إعادة تقييم منتجاتها، لتخلص إلى أن الدردشة المفتوحة ليست البيئة الأنسب للمراهقين، خصوصًا في ضوء الاعتماد المفرط الذي ظهر لدى نسبة من المستخدمين من هذه الفئة.
وقد ظهر ذلك جليًا في منتدى المنصة على ريديت Reddit، حيث عبّر عدد من المراهقين عن شعور مختلط بين الامتعاض من فقدان وسيلتهم اليومية للدردشة، وبين الارتياح للخروج من دائرة التعلّق بهذه الأدوات.
اقرأ أيضًا: هل ينجح الذكاء الاصطناعي في إحياء أعمال موليير بمسرحية جديدة؟ (فيديو)
خطوة جديدة من كاراكتر إيه آي
ويتزامن قرار "كاراكتر إيه آي" مع تحولات تنظيمية بارزة في الولايات المتحدة؛ إذ أصبحت ولاية كاليفورنيا أول ولاية تُنظّم رسميًا وكلاء الذكاء الاصطناعي، بينما كشف عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي جوش هاولي وريتشارد بلومنثال عن مشروع قانون لحظر وكلاء الذكاء الاصطناعي على المراهقين بالكامل.
وترى الشركة أن هذه البيئة التنظيمية المتشددة تتطلب إعادة تصميم المنتج بطريقة تُراعي الفئات الأصغر سنًا، وهو ما تسعى لتحقيقه عبر قصص Stories التي توفر محتوى تفاعليًا أقل حساسية من الدردشات غير المقيدة.
ويشير الرئيس التنفيذي كاراندّيب آناند، إلى أن الشركة تأمل في أن تُسهم هذه الخطوة في وضع معايير جديدة للقطاع، مؤكدًا أنّ تقديم بدائل آمنة مثل Stories يُعد الطريق الأمثل لحماية المستخدمين المراهقين، مع منحهم مساحة للتفاعل الخيالي دون تعريضهم للضغوط النفسية التي قد تولدها روبوتات الدردشة.
