بعد نصف قرن من الغموض.. الطب الشرعي يروي القصة الكاملة لوفاة إلفيس بريسلي
بعد مرور ما يقارب خمسة عقود على وفاة أسطورة الروك إلفيس بريسلي، بدأ الغموض المحيط بظروف موته يتبدد مع اقتراب موعد نشر تقرير التشريح في عام 2027، حيث كشفت مراجعات طبية حديثة عن معطيات غير مسبوقة حول تدهور حالته الصحية ونهاية حياته المأساوية.
وبحسب ما أورده موقع The Mirror، توفي إلفيس بريسلي عام 1977 عن عمر ناهز 43 عامًا داخل قصره الشهير Graceland، بعد سنوات طويلة من التدهور الصحي والمعاناة مع أمراض متزايدة.
وأظهرت التحقيقات أنه حصل في الأشهر السبعة الأخيرة من حياته على نحو 9000 وصفة دوائية تضمنت حبوبًا ومنشطات ومهدئات وحقنًا وريدية، جميعها تسببت في إنهاك جسده وتدهور أجهزته الحيوية.
وعانى ملك الروك من السمنة المفرطة والعزلة الطويلة داخل غرفته، حيث اعتمد نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون والمأكولات السريعة كـ"البرغر بالجبن".
وأدى الجمع بين الإدمان الدوائي والعادات الغذائية الرديئة إلى مضاعفات حادة تمثلت في إمساك مزمن تسبب في ضغط شديد على الشريان الأبهر، وهو الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم من القلب إلى مختلف أعضاء الجسم، ما أدى إلى توقف مفاجئ في عضلة القلب ووفاته على الفور، بحسب ما أوضحه الطبيب الشرعي دان وارليك.
وأكد التقرير الطبي أن وضعية جثة بريسلي لا تدعم فرضية الوفاة بسبب جرعة زائدة كما كان يُعتقد، إذ لم تُرصد عليه أي علامات للتسمم أو دلائل تشير إلى فقدان تدريجي للوعي، بل أظهرت نتائج الفحص أنه سقط على الفور عقب إصابته بأزمة قلبية حادة ومفاجئة.
حقيقة إصابة إلفيس بريسلي بمرض مناعي
الدراسة الأعمق لحالته جاءت من الطبيب الأمريكي فورست تينانت، الذي فحص سجلات طبية تعود إلى آخر سنوات حياة بريسلي.
وأوضح الطبيب أن إصابة بريسلي بارتطام قوي في الرأس عام 1967، بعد سقوطه في الحمّام، أدت إلى تسرب أجزاء دقيقة من أنسجة الدماغ إلى مجرى الدم، ما دفع جهاز المناعة إلى التعامل معها كجسم غريب ومهاجمة أنسجة الجسم ذاته، في حالة تُعرف طبيًا اليوم بـ"الاستجابة المناعية الذاتية".
ونتيجة ذلك، بدأت أجهزة الجسم في التدهور التدريجي منذ أواخر الستينيات، فظهرت أعراض مثل الدوار، الصداع، اضطرابات النوم، آلام الظهر، والتهابات متكررة بالعينين.
وخلال مراحله الأخيرة سجل الأطباء تضخم القولون، ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، التهابات الكبد، وانتفاخ الرئتين رغم أنه لم يكن مدخنًا.
الخبير الجنائي غاري رودجرز أوضح في مقابلة عام 2016 أن فهم الطب الحديث للأمراض المناعية يفسر معظم أعراض بريسلي المتعددة، مؤكدًا أن وفاته كانت "حادثًا ناتجًا عن تفاعل معقد بين مرض مناعي وإدمان دوائي مزمن".
وأضاف أن الحادث لم يكن نتيجة إهمال أو مؤامرة بل نتيجة قصور الطب آنذاك في تشخيص هذه الحالات النادرة.
