كيف قفزت ثروة مايكل ديل إلى 150 مليار دولار؟
تجاوزت ثروة رجل الأعمال الأمريكي مايكل ديل، مؤسس شركة "ديل تكنولوجيز"، حاجز 150 مليار دولار، بعد مسيرة مدهشة في عالم التكنولوجيا بدأت باستثمار صغير لا يتجاوز ألف دولار من داخل غرفة جامعية في جامعة تكساس.
كان ديل قد التحق بجامعة تكساس عام 1983 لدراسة علم الأحياء بهدف أن يصبح طبيبًا، لكن اهتمامه بأجهزة الكمبيوتر دفعه لتجميع وبيع الحواسيب داخل الحرم الجامعي لتأمين دخله الشخصي. سرعان ما تحولت الفكرة إلى مشروع متكامل لتجميع أجهزة بمواصفات مخصصة للطلاب، لتكون بداية رحلة ملياردير المستقبل.
أسس مايكل شركته رسميًا عام 1984 باسم "ديل كمبيوترز"، وحقق نجاحًا متسارعًا بفضل فكرة البيع المباشر للعميل دون وسطاء. وبعد خمس سنوات فقط، طرح الشركة للاكتتاب العام عام 1988، ليصبح واحدًا من أصغر المليارديرات في العالم قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره.
واجهت الشركة لاحقًا تحديات مالية وفضيحة محاسبية أجبرته على التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي لفترة وجيزة، لكنه عاد بعد ثلاث سنوات وأعاد بناء الشركة من جديد. وفي عام 2013، أقدم ديل على خطوة جريئة بسحب شركته من البورصة في صفقة قيمتها 24 مليار دولار.
بعدها بعامين، فاجأ العالم بصفقة استحواذ على شركة "EMC" بقيمة 67 مليار دولار، صُنفت كأكبر صفقة في تاريخ قطاع التكنولوجيا، لتثبت مجددًا قدرته على اتخاذ قرارات مصيرية تعيد تشكيل السوق.
القيمة السوقية لديل تكنولوجيز
تبلغ اليوم القيمة السوقية لشركة "ديل تكنولوجيز" نحو 82 مليار دولار، فيما تتوزع ثروة مايكل ديل بين حصته في الشركة البالغة 37 مليار دولار، واستثماراته في "برودكوم" التي تقدر بـ70 مليار دولار، إلى جانب أصول وسيولة مالية ضخمة تمثل أرباحًا سنوية من استثماراته المستمرة.
إلى جانب إنجازاته الاقتصادية، يدير ديل مؤسسته الخيرية التي تركز على التعليم والرعاية الصحية، مستثمرًا جزءًا من ثروته في دعم الأطفال وتمكين المجتمعات حول العالم.
قصة مايكل ديل تمثل تجسيدًا لمبدأ المثابرة واغتنام الفرص. فبرأس مال ضئيل ورؤية ثاقبة، تمكن من بناء إمبراطورية تكنولوجية عالمية. ويرى ديل أن التطور في مجالات الذكاء الاصطناعي يمثل التحول القادم في عالم الابتكار، مؤكدًا أن النجاح المستقبلي سيكون حليف أولئك الذين يقتنصون الفرص ويصنعون المستقبل بجرأة.
