الذكاء الاصطناعي يدخل السماء.. غوغل تغيّر قواعد التنبؤ بالطقس

كشفت شركة غوغل عن نموذجها الجديد لتوقعات الطقس المعتمد على الذكاء الاصطناعي، والذي يحمل اسم "Weather Next 2"، وأعلنت عن دمجه في عدد من خدماتها الأساسية مثل محرك البحث، والمساعد الذكي "جيميني"، وهواتف "بيكسل". 

ويمثل هذا النموذج نقلة نوعية في مجال التنبؤات الجوية، حيث يتميز بسرعة فائقة ودقة عالية، مقارنة بالنماذج السابقة. وقال بيتر باتاغليا، مدير الأبحاث والاستدامة في "ديب مايند" التابعة لغوغل: "نحن نخرج هذا النموذج من المختبر ونضعه بين أيدي المستخدمين بطرق جديدة، لأننا نثق تمامًا في فعاليته وفائدته".

مقارنة بين نماذج الذكاء الاصطناعي والنماذج الفيزيائية في توقعات الطقس

يستطيع نموذج "Weather Next 2" إنتاج التوقعات الجوية بسرعة تصل إلى ثمانية أضعاف مقارنة بالنموذج السابق، كما يتمتع بدقة عالية في التنبؤ بنسبة 99.9% من المتغيرات الجوية مثل درجات الحرارة وسرعة الرياح. 

ويتميز بقدرته على توليد مئات السيناريوهات المحتملة من نقطة انطلاق واحدة، ويستغرق أقل من دقيقة واحدة باستخدام شريحة معالجة مخصصة من غوغل، في حين أن النماذج التقليدية المعتمدة على المحاكاة الفيزيائية تستغرق عدة ساعات على الحواسيب الفائقة.

تعتمد النماذج التقليدية لتوقعات الطقس على محاكاة القوانين الفيزيائية المعقدة للغلاف الجوي، وهي عملية تتطلب قدرًا هائلًا من القدرة الحسابية والوقت. أما النماذج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل "Weather Next 2"، فتعتمد على تحليل بيانات الطقس التاريخية لاكتشاف الأنماط والتنبؤ بالنتائج المستقبلية. 

وقد طورت غوغل هذا النموذج باستخدام تقنية تُعرف باسم "الشبكة التوليدية الوظيفية"، وهي طريقة تسمح بإدخال عنصر من العشوائية الموجهة في كل مرة يتم فيها إدخال بيانات جديدة، مما يمكّن النموذج من إنتاج عدة نتائج محتملة في خطوة واحدة فقط، دون الحاجة إلى تكرار المعالجة.

توقعات الطقس بالذكاء الاصطناعي من غوغل

مع إطلاق "Weather Next 2"، بدأت غوغل في دمج هذا النموذج في خدماتها اليومية، لتوفير تجربة طقس أكثر دقة وسرعة للمستخدمين. ويعكس هذا التوجه رغبة الشركة في جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من القيمة المضافة التي تقدمها للمستخدم. 

النموذج الجديد لا يقتصر على تحسين سرعة التنبؤ، بل يفتح المجال أمام تطوير أدوات أكثر ذكاءً للتعامل مع التغيرات المناخية، ويمنح المستخدمين معلومات دقيقة في وقت قياسي، مما يعزز من قدرتهم على التخطيط واتخاذ القرارات اليومية بثقة أكبر.