محمد العريان: فقاعة الذكاء الاصطناعي قد تخلق أزمات ائتمان جديدة في المستقبل

أطلق الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان تحذيرًا جديدًا حول التطورات الاقتصادية، مؤكدًا أن النظام المالي العالمي لا يواجه انهيارًا، لكنه معرض لاضطرابات متتالية نتيجة الإفراط في المخاطر، خصوصًا في ظل توسّع فقاعة الذكاء الاصطناعي.

وخلال مشاركته في مؤتمر Yahoo Finance Invest، شبّه العريان الحالة الراهنة بأنها بيئة مليئة بـ"الصراصير" لا "النمل الأبيض"، أي مشاكل مزعجة كثيرة ومتزامنة، لكنها لا تهدد النظام بأكمله، على عكس مشكلات عميقة تؤدي إلى اهتزاز الأساسات.

وأوضح أن المستثمرين سعوا بشكل مبالغ فيه وراء العوائد السريعة خلال السنوات الماضية، مدفوعين بظروف تمويلية ميسّرة واقتصاد قوي، وهو ما دفع كثيرين إلى تجاوز حدودهم الطبيعية في المخاطر دون عناية كافية.

محمد العريان يحذّر من فقاعة الذكاء الاصطناعي 

يرى العريان أن الطفرة الحالية ليست "فقاعة غوغائية”، بل فقاعة عقلانية تشبه فقاعة الدوت كوم؛ إذ تدرك الأسواق حجم العوائد المحتملة من الذكاء الاصطناعي، لكنها تُفرِط في الاستثمار على أمل اللحاق بالفرص المبكرة.

وأشار إلى أن كثيرًا من الشركات تلجأ اليوم إلى وضع كلمة "الذكاء الاصطناعي” ضمن منتجاتها لجذب رأس المال، رغم أنها لا تملك نماذج أعمال حقيقية، وفي الوقت نفسه، تجذب الشركات العملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي استثمارات ضخمة.

وأكد العريان أن الجانب المقلق في فقاعة الذكاء الاصطناعي هو غياب استراتيجية وطنية واضحة في الولايات المتحدة لعملية “الانتشار"، أي إدماج الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل بفاعلية، على عكس دول مثل الصين والإمارات.

وحذّر من أن الاقتصار على النظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة "لتخفيض التكاليف" خطأ كبير، مؤكدًا أن الإمكانات الحقيقية تكمن في تعزيز الإنتاجية ورفع كفاءة العمالة، وهو ما قد يمنح السياسة النقدية مساحة حركة أكبر مستقبلًا.

تأثير فقاعة الذكاء الاصطناعي على المستثمرين والاقتصاد العالمي

إلى جانب مخاطر فقاعة الذكاء الاصطناعي، لفت العريان إلى تحدٍّ آخر يتمثل في الموجة الضخمة من الديون التي تحتاج إلى إعادة تمويل بأسعار فائدة مرتفعة، مما سيؤدي إلى سلسلة جديدة من ضغوط الائتمان.

اقرأ أيضا: تقرير جديد يحذّر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية

كما حذّر من هشاشة قاعدة الاقتصاد الأمريكي، قائلاً إن شريحة الدخل المنخفض على وشك الركود بسبب ضعف القدرة الشرائية، وارتفاع الديون الاستهلاكية، وتزايد القلق من تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الوظائف.

وأوضح أن هذا الأمر يتجاوز الاقتصاد ليصبح قضية اجتماعية وسياسية، إذ إن الضغوط اليومية على الأسر ذات الدخل المنخفض تتفاقم مع غموض المستقبل الوظيفي وتوسع التسريحات.

واختتم العريان حديثه بنبرة حازمة: فرص الذكاء الاصطناعي هائلة، لكن ثمن الفقاعة سيكون دموعًا وخسائر فردية كبيرة، ومع غياب استراتيجية انتشار فعّالة وارتفاع عبء الديون، يتوقع العريان سلسلة من أزمات الائتمان خلال السنوات المقبلة.