نجاح تاريخي لبلو أوريجين في إطلاق صاروخ إلى المريخ وهبوط معززها بنجاح
خطت شركة بلو أوريجين خطوة تاريخية بعد تنفيذ أول إطلاق لصالح ناسا إلى المريخ، بطموح علمي كبير وبإنجاز تقني يُسجّل للمرة الأولى في تاريخ الشركة.
فقد انطلق صاروخ نيو جلين الثقيل من محطة كيب كانافيرال بفلوريدا، حاملاً مهمة ESCAPADE، المكوّنة من مركبتين علميتين صغيرتين، صُممتا لدراسة كيفية فقدان المريخ لغلافه الجوي عبر الزمن.
ويعد هذا الإطلاق الرحلة الثانية فقط لنيو جلين، لكنه منح الشركة أول هبوط ناجح للمعزز الضخم على متن السفينة جاكلين في المحيط الأطلسي، بعد أن فشلت المحاولة الأولى قبل أشهر.
ويُعد هذا الهبوط تحولاً جوهريًا لبلو أوريجين، التي تطمح لمنافسة سبيس إكس في مجال استعادة الصواريخ وتشغيل رحلات متتابعة بتكلفة أقل.
قصة مهمة ESCAPADE
تأتي مهمة ESCAPADE ضمن توجه ناسا الجديد لإطلاق مهمات كوكبية صغيرة وفعّالة، بتكلفة لا تتجاوز 80 مليون دولار، وهي ميزانية تعد ضئيلة مقارنة بالمهمات المريخية السابقة.
وقد بُنيت المركبتان بواسطة شركة روكيت لاب، ومن المتوقع أن تستغرقا عدة أشهر للوصول إلى المدار المريخي.
تهدف المهمة إلى دراسة كيفية فقدان الكوكب الأحمر لغلافه الجوي، ولماذا تحوّل من عالم رطب وغني بالماء قبل مليارات السنين إلى كوكب جاف وقاحل، ويعد فهم هذه الظاهرة أساسيًا لتحديد إمكانية وجود حياة قديمة على المريخ، ولتوقع مستقبل الغلاف الجوي للأرض نفسها.
بلو أوريجين تحتفل بنجاح إطلاق ناسا إلى المريخ
أعاد المعزز الضخم لنيو جلين تشغيل ثلاثة من محركاته السبعة أثناء العودة، قبل أن يهبط بنجاح على السفينة، ليصبح الصاروخ الثاني في العالم -بعد فالكون 9- الذي ينجح في استعادة مرحلته التشغيلية الأولى.
هذا الإنجاز يُمهّد الطريق أمام اعتماد نيو جلين لدى وزارة الدفاع الأمريكية ووكالات الأمن القومي، ويدعم مشروع "كويبر" للإنترنت الفضائي، الذي يهدف لإطلاق آلاف الأقمار الصناعية التابعة لأمازون، شركة جيف بيزوس مالك بلو أوريجين.
اقرأ أيضا: تأجيل إطلاق مهمة ناسا إلى المريخ لهذا السبب
وبهذا، تعزز الشركة مكانتها في سباق استعادة الصواريخ العملاقة، وتقترب خطوة من منافسة سبيس إكس في أكثر القطاعات ربحًا في قطاع الإطلاق الفضائي.
يمثل إطلاق ناسا إلى المريخ محطة فارقة لبلو أوريجين وناسا على حد سواء، إذ يجمع بين إطلاق بين كوكبي ناجح، وهبوط مُعزز قابل لإعادة الاستخدام، ما يفتح بابًا جديدًا أمام المهام العلمية ذات التكلفة المنخفضة ويعزز مستقبل الاستكشاف الفضائي.
