بعد رحيله.. سطور من حياة الشاعر السعودي ناصر بن جريد (فيديو)
توفي الشاعر السعودي ناصر بن جريد بعد معاناة مع المرض، تاركًا خلفه مسيرة شعرية وإنسانية طويلة كانت فيها الكلمة مرآة لروحه ومشاعره الصادقة.
أبرز أعمال ناصر بن جريد
ومن بين أعماله التي خلدها الوجدان، تبرز أغنية "سكة التايهين" التي لحنها الموسيقار طارق عبدالحكيم وغناها محمد عبده، لتغدو علامةً بارزة في تاريخ الأغنية السعودية.
وكتب ناصر في تلك الأغنية عن التيه كرحلة بحث عن يقينٍ في الحب، لا كضياع، فجاءت كلماته نقية، وعميقة، تُغني نفسها قبل أن تُلحَّن، وتظل شاهدة على مرحلة من النضج الفني في تاريخ الموسيقى السعودية.
وجمعته بالفنان محمد عبده علاقة صداقة واحترام فني متبادل، حيث كان عبده يقول عنه: "كلمة ناصر تُغني نفسها قبل أن تُلحَّن".
كما ربطته علاقة مميزة بالفنان الراحل طلال مداح، تشاركا فيها الإيمان بالموسيقى كفنٍ للروح ورسالة للجمال.
وإلى جانب الشعر، كان ناصر بن جريد صوتًا ثقافيًا بارزًا، عمل في مجلة اليمامة وأسهم في تطوير صفحاتها الثقافية، مدافعًا عن الشعر الشعبي بوصفه مكوّنًا أصيلًا من الهوية السعودية.
كتب برؤية نقدية متوازنة جمعت بين الوعي الفني والصدق الإنساني، فكان جسرًا بين التراث والتجديد.
وتنوّعت قصائده بين الوطني والعاطفي، فكتب للوطن بصدقٍ نابع من الانتماء، وللعاطفة بوجدانٍ ناضج لا يعرف المبالغة.
كان يؤمن أن الكلمة التي لا تُكتب بإخلاص لا تبقى، مهما لحنها الكبار أو غناها العظماء.
ولم يكن ناصر بن جريد من الباحثين عن الأضواء، لكنه ظل حاضرًا في ذاكرة الفن السعودي بأعماله الصادقة وأسلوبه الأنيق.
ورحل بصمت، تاركًا أثرًا خالدًا في ذاكرة الأغنية والشعر، وصوتًا لا يزال يُغني للحياة والوطن والإنسان.
