سبيس إكس تتفوق على بلو أوريجن وتحطم الرقم القياسي لإطلاقات فلوريدا (فيديو)
أحرزت شركة سبيس إكس إنجازًا تاريخيًا جديدًا بإتمامها عملية الإطلاق رقم 94 في ولاية فلوريدا هذا العام، لتتجاوز الرقم القياسي السنوي لعمليات الإطلاق الفضائية الذي كانت تسعى شركة بلو أوريجن المملوكة لجيف بيزوس لتحطيمه.
تم الإطلاق من قاعدة “كيب كانافيرال” التابعة للقوات الفضائية الأمريكية، حيث حمل صاروخ فالكون 9 على متنه دفعة جديدة من أقمار “ستارلينك” إلى المدار، في خطوة تكرّس ريادة سبيس إكس لصناعة الفضاء التجاري وتوسّعها المتزايد في توفير خدمات الإنترنت الفضائي عالميًا.
عدد إطلاقات "فالكون 9" 2025
كان من المقرر أن تحقق بلو أوريجن هذا الرقم يوم الجمعة الماضي عبر مهمة جديدة لصاروخها "نيو غلين"، لكن سوء الأحوال الجوية أجبرها على إلغاء الإطلاق، ما أتاح لسبيس إكس اقتناص الفرصة لتتفوّق في اللحظات الأخيرة.
ومع نجاح مهمة سبيس إكس الأخيرة، ارتفع عدد عمليات إطلاق صواريخ فالكون 9 إلى 144 عملية منذ بدء البرنامج، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الشركة.
بينما لا تزال بلو أوريجن تسعى لتعويض تأجيلها بإعادة جدولة إطلاق صاروخ "نيو غلين" اليوم الأربعاء، في محاولة لتسجيل الإطلاق رقم 95 وتحطيم الرقم القياسي الجديد.
وتخطّط بلو أوريجن، التي استثمرت أكثر من مليار دولار في تحديث منشآت الإطلاق بولاية فلوريدا، لأن تكون رحلات “نيو غلين” الانطلاقة الحقيقية لها نحو المنافسة على رحلات الفضاء البعيدة، وعلى رأسها المهمة المستقبلية لكوكب المريخ.
يُظهر إطلاق سبيس إكس الأخير حدود القدرات التقنية لصاروخ “فالكون 9” الذي نجح مرة أخرى في أداء مهمته بدقة، بإيصال 29 قمرًا صناعيًا من أقمار “ستارلينك” إلى المدار الأرضي المنخفض.
ويوضح هذا النجاح استمرار سبيس إكس في تكثيف رحلاتها الخاصة بالمشروع العالمي لتوفير تغطية إنترنت فضائي في مختلف القارات.
ويشير المحللون إلى أن تحقيق 94 عملية إطلاق خلال عام واحد من ولاية واحدة يُعد رقمًا استثنائيًا لم يسبق لأي شركة فضاء تجارية تحقيقه من قبل، ما يعزز مكانة سبيس إكس بوصفها الشركة الأكثر نشاطًا في العالم في مجال الإطلاقات المدارية.
ستارشيب مقابل نيو غلين
التنافس بين ماسك وبيزوس لم يقتصر على الأرقام القياسية، بل يمتد إلى الرؤية المستقبلية لاستكشاف الفضاء. فكلاهما يسعى ليكون صاحب الريادة في قيادة أولى البعثات البشرية إلى كوكب المريخ.
ويُعرف إيلون ماسك بمشروعه الطموح “ستارشيب” الذي يستعد لعمليات الإطلاق الكبرى نحو الكوكب الأحمر، بينما صرّح بيزوس مرارًا بأن صاروخ “نيو غلين” سيكون حجر الأساس في بناء اقتصاد فضائي مستدام يمكنه دعم الرحلات الاستكشافية طويلة المدى.
وفي ظل هذا التنافس الحاد بين أغنى رجلين في العالم، يبدو أن سباق السيطرة على الفضاء التجاري ما زال في بدايته، مع توجه العالم نحو مرحلة جديدة من الاستيطان والتقنيات المستقبلية خارج الأرض.
