Worldcoin بين الطموح وإثارة الجدل.. هل فشل مشروع سام ألتمان العالمي؟
يواجه مشروع Worldcoin الذي أسسه سام ألتمان، مؤسس شركة أوبن إيه آي، صعوبات متزايدة رغم طموحه الكبير في بناء شبكة رقمية عالمية للبشر، تعتمد على مسح قزحية العين للتأكد من الهوية.
وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على إطلاقه، لم ينجح المشروع في جذب سوى 17.5 مليون مستخدم فقط، أي ما يعادل أقل من 2% من هدفه بالوصول إلى مليار مستخدم حول العالم.
انتقادات لمشروع Worldcoin
تقوم فكرة المشروع على جهاز معدني لامع بحجم الكرة الطائرة يُعرف باسم Orb، يُستخدم لمسح قزحية العين وإنشاء هوية رقمية فريدة تُسمى World ID، هذه الهوية تُتيح للمستخدمين إثبات "أنهم بشر"، في عصر تزداد فيه قدرة الذكاء الاصطناعي على تقليد السلوك الإنساني، وبعد إتمام التسجيل، يحصل المستخدمون على عملات رقمية من نوع Worldcoin، والتي تُقدَّر قيمتها حاليًا بنحو 80 سنتًا أمريكيًا للقطعة الواحدة.
وقد حصلت الشركة المشغّلة للمشروع Tools for Humanity على تمويل يفوق 240 مليون دولار من شركات مثل Andreessen Horowitz وBain Capital وKhosla Ventures، ما رفع قيمتها السوقية إلى نحو 2.5 مليار دولار.
ورغم هذا الزخم، يواجه المشروع انتقادات حادة من الجهات التنظيمية في دول عديدة، بسبب مخاوف تتعلق بجمع البيانات وحماية الخصوصية.
أوقفت الفلبين عمليات المسح بعد أن اعتبرت السلطات أن المشروع ينتهك قانون حماية البيانات، كما أمرت كولومبيا بوقف نشاطه وحذف بيانات المستخدمين، فيما داهمت السلطات التايلندية مراكز المسح وأوقفت مشغّلين بتهمة "مزاولة نشاط رقمي غير مرخّص"، وفي ألمانيا، خلصت هيئة حماية البيانات إلى أن إجراءات الأمان لدى الشركة "غير كافية لمواجهة مخاطر الاختراق أو التجسس السيبراني”.
ويرى منتقدون أن ألتمان، الذي أسس أيضًا أوبن إيه آي، يسعى من خلال Worldcoin إلى معالجة المشكلة التي ساهم هو نفسه في خلقها، وهي انتشار الذكاء الاصطناعي القادر على تقليد الإنسان، عبر تطوير وسيلة لإثبات الهوية البشرية في عالم رقمي مزدوج.
ومع القيود التنظيمية في أكبر الأسواق العالمية مثل الهند وإندونيسيا وإسبانيا، يواجه المشروع صعوبات كبيرة في التوسع العالمي، مما يجعل هدفه في الوصول إلى مليار مستخدم يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي.
