منشئو يوتيوب يتحولون إلى رواد أعمال بعيدًا عن أرباح الإعلانات
في تحول يعكس ملامح المرحلة الجديدة في صناعة المحتوى الرقمي، يتجه أبرز صُنّاع يوتيوب حول العالم إلى تنويع مصادر دخلهم بعيدًا عن الإعلانات، بعد أن شهدت المنصة تراجعًا في عائدات الإعلانات بنسبة 4.5% خلال الربع الثالث من عام 2025، وفق أحدث بيانات "ألفابت" الشركة المالكة ليوتيوب.
يقول موقع techcrunch إنه بينما تجاوزت مساهمة منظومة يوتيوب الإبداعية 55 مليار دولار في الناتج المحلي الأمريكي خلال العام الماضي، بدأ العديد من المبدعين تحويل شهرتهم الرقمية إلى مشروعات تجارية مستقلة تشمل الأغذية والمشروبات ومستحضرات التجميل والملابس والتطبيقات التقنية.
ويُعد هذا الاتجاه أحدث تحوّل في "اقتصاد المبدعين"، حيث لم يعد النجاح على يوتيوب مرتبطًا بعدد المشاهدات، بل بقدرة صُنّاع المحتوى على بناء علامات تجارية واقعية قادرة على الصمود أمام تغيّرات الخوارزميات وتقلبات السوق.
اختار العديد من المبدعين بناء نماذج أعمال مستقلة تدرّ أرباحًا مستدامة، أبرزهم جيمي دونالدسون المعروف باسم MrBeast، الذي تجاوز تأثيره عالم الإنترنت ليؤسس علامة الشوكولاتة Feastables، محققًا 250 مليون دولار من الإيرادات عام 2024، وأرباحًا تخطت 20 مليون دولار. توسعت علامته لتشمل مشاريع غذائية وألعابًا وتطبيقات مالية، بل ويُخطط لإطلاق شبكة اتصالات رقمية خاصة به.
مؤثرون يتحولون إلى رواد أعمال
إيما تشامبرلين، صاحبة أكثر من 12 مليون مشترك، أنشأت علامتها Chamberlain Coffee التي حققت نحو 20 مليون دولار عام 2023، وتستعد لزيادة إيراداتها بنسبة 50% بحلول 2025 مع افتتاح مقاهيها الفعلية.
لوغان بول، الذي انتقل من الترفيه إلى ريادة الأعمال، أسس مع KSI مشروب الطاقة Prime، محققًا مبيعات تجاوزت 1.2 مليار دولار في عامه الأول، رغم التحديات التنظيمية. كما يمتلك خطوط أزياء ومنتجات شخصية واستثمارات في شركات تكنولوجية ورياضية.
ريان كاجي، نجم قناة "عالم ريان"، حول محتواه الطفولي إلى علامة تجارية ضخمة للألعاب والملابس تجاوزت 250 مليون دولار من الإيرادات، مع توسع في البرامج التعليمية والتطبيقات المخصصة للأطفال.
تُعد ميشيل فان من أوائل من حوّلوا محتواهم إلى أعمال مربحة بإطلاقها خدمة Ipsy ومنتجات EM Cosmetics، بينما أسست هدى قطان علامة Huda Beauty التي أصبحت من أبرز علامات التجميل في العالم.
أبرز قصص النجاح التجارية لمنشئي المحتوى في 2025
في المقابل، برزت شخصيات مثل روزانا بانسينو في عالم الطهي وأندرو ريا (Babish) في أدوات المطبخ، محققين مبيعات بالملايين من منتجات تحمل أسماءهم التجارية.
اقرأ أيضا: يوتيوب يُشدد القيود على ألعاب الفيديو والمقامرة الرقمية
يؤكد هذا التحول أن صُنّاع يوتيوب لم يعودوا مجرد مؤثرين رقميين، بل رواد أعمال متكاملين يديرون علامات حقيقية تتجاوز عالم الإنترنت.
فبدل انتظار الإعلانات وتقلبات الخوارزميات، أصبحوا يبنون اقتصادًا إبداعيًا متنوعًا يرتكز على ملكيتهم الفكرية وثقة جماهيرهم.
كما يصف أحد المحللين في “فوربس”: "الجيل الجديد من منشئي يوتيوب لا يبيعون الإعلانات… إنهم يبنون شركات".
