بركان كيلاويا في هاواي ينفجر مجدداً ويسكب أنهار الحمم البركانية (فيديو)
شهدت جزيرة هاواي الكبرى صباح اليوم مشهدًا مذهلًا لانفجار جديد لبركان كيلاويا، أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم. الصور التي تم تداولها أظهرت تدفقات هائلة من الحمم البركانية تتصاعد من فوهاته، في مشهد تكرّر للمرة السادسة والثلاثين منذ ديسمبر الماضي.
ويعتقد العلماء أن هذه الانفجارات المتكررة جزء من نفس النشاط البركاني، حيث تتبع الصهارة نفس المسار نحو السطح، ما يشير إلى استمرار تدفق الحمم من مصدر واحد. وفي الشهر الماضي، سجلت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قذفًا للحمم بلغ ارتفاعه 400 متر، أي أعلى من مبنى "إمباير ستيت" الشهير، ما يعكس قوة الانفجار ومدى تأثيره.
علاقة الحمم بثقافة هاواي
ورغم أن البعض يرى في الحمم البركانية دمارًا، فإن هويهوي كاناهلي-موسمان، المديرة التنفيذية لمؤسسة Edith Kanakaʻole، ترى فيها موردًا طبيعيًا يشكّل أساس الأرض في جزيرة هاواي.
المؤسسة التي تحمل اسم جدتها، وهي من أبرز رموز اللغة والثقافة المحلية، تحتضن مدرسة "هولا" متخصصة في أداء الرقصات التقليدية المستوحاة من قصص الإلهة "بيلي" وشقيقتها "هيئياكا".
وتقول موسمان إن الحمم المتصلبة تشكّل الأرض التي يعيش عليها سكان الجزيرة، وهي جزء من دورة الحياة والطبيعة في الثقافة الهاوايية، وتُعد رمزًا للتجدد والاستمرارية.
منذ بداية الانفجار، زارت موسمان فوهة البركان عدة مرات، حيث تبدأ بمراقبة المشهد بإجلال، ثم تلاحظ التفاصيل الدقيقة لتقارنها بالقصص القديمة التي تؤديها مدرستها.وتحرص خلال زياراتها على أداء ترانيم خاصة وتحضير قرابين، مثل مشروب "أوا" المصنوع من الكافا، وأطواق الزهور التقليدية.
وتقول: "الراقص هو الراوي، يحمل التاريخ المكتوب في الأغاني القديمة، ورؤية الانفجار الذي ورد في تلك الأغاني يمنحنا الحافز للبقاء في هذا التقليد". وتعتبر هذه الطقوس وسيلة للحفاظ على التراث الثقافي، وربط الحاضر بالماضي من خلال التفاعل المباشر مع الطبيعة.
نشاط بركان كيلاويا 2025
بركان كيلاويا يُعد من أكثر البراكين نشاطًا على مستوى العالم، ويواصل ثوراته بوتيرة متسارعة منذ نهاية العام الماضي. ويتابع العلماء هذه الظاهرة عن كثب، مؤكدين أن النمط المتكرر للصهارة يشير إلى استمرار النشاط من مصدر واحد.
فيما يواصل السكان المحليون التفاعل مع البركان من منظور ثقافي وروحي، معتبرين أن هذه الظواهر الطبيعية جزء من تراثهم وهويتهم، وليست مجرد أحداث جيولوجية.
