بركان كيلوا في هاواي يقذف حممًا بارتفاع 500 قدم (فيديو)
شهدت هاواي في الثاني من سبتمبر ثورانًا جديدًا لبركان كيلوا (Kilauea)، أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم. وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) أن هذا الانفجار يُعد الحلقة رقم 32 في دورة الثوران المستمرة منذ ديسمبر 2024 داخل متنزه هاواي البركاني الوطني.
بدأ الثوران صباح الثلاثاء واستمر أكثر من 13 ساعة متواصلة قبل أن يتوقف بشكل مفاجئ عند الساعة 2:01 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (8:01 مساءً بتوقيت هاواي).
وخلال هذه الفترة، قذفت الحمم إلى ارتفاع وصل إلى 500 قدم، فيما ارتفع الدخان البركاني إلى ما يقارب 10 آلاف قدم فوق جزيرة هاواي الكبرى.
أخطار الغازات والشعيرات الزجاجية
غطت الحمم الجديدة ما بين 40% و50% من فوهة البركان الرئيسية المسماة هاليماؤماو (Halemaʻumaʻu)، ورغم أن الثوران لم يشكل خطرًا مباشرًا على السكان، فقد أصدرت السلطات تحذيرات من المخاطر البيئية.
اقرأ أيضًا: بركان في بوليفيا يهدد بالانفجار بعد 250 ألف عام من السكون
أبرز هذه المخاطر ما يعرف بـ"فوغ (Vog)"، وهو ضباب سام يتكون نتيجة تفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع بخار الماء في الغلاف الجوي.
وأوضحت هيئة USGS أن كميات الغاز المنبعثة أثناء الثوران تجاوزت 50 ألف طن خلال يوم واحد، ما يسبب مشكلات صحية مثل صعوبة التنفس، تهيج الحلق والجلد، والصداع، فضلًا عن تفاقم أمراض القلب والرئة.
كما حذرت السلطات من ظاهرة "شعر بيليه (Pele’s hair)"، وهي خيوط رفيعة من الحمم الزجاجية تبدو كالذهب أو الشعر البني، يمكن أن تنتقل لمسافة تزيد على 10 أميال.
هذه الشعيرات قد تلوث مصادر المياه أو تهيج الجلد والعينين عند لمسها، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى إلهة النار والبراكين في الأساطير الهاواية.
تاريخ بركان كيلوا ونشاطه المستمر
رفعت السلطات مستوى الإنذار إلى "مراقبة"، ما يعني أن البركان نشط لكنه لا يشكل حالة طوارئ.
ويعد بركان كيلوا من أقدم براكين الجزيرة، إذ يقدر عمره بين 210 آلاف و280 ألف سنة، ولم يظهر فوق سطح البحر إلا قبل حوالي 100 ألف عام.
اقرأ أيضًا: بركان في كولومبيا للغوص والاستجمام
عرف البركان أطول ثوراته بين يناير 1983 وأبريل 2018، حين تسبب بتدمير بلدتين كاملتين وشاطئ رملي أسود شهير.
واليوم، يواصل كيلوا نشاطه كأكثر براكين هاواي الخمسة نشاطًا، متداخلًا مع الجهة الشرقية من ماونا لوا (Mauna Loa)، أكبر بركان على وجه الأرض بارتفاع يقارب 14 ألف قدم.
وبينما يجذب الثوران آلاف السياح لمشاهدة تدفق الحمم من مواقع المراقبة داخل الحديقة الوطنية، يبقى الخطر قائمًا من الغازات السامة والشعيرات الزجاجية، ما يجعل متابعة إرشادات السلطات أمرًا حيويًا للحفاظ على سلامة السكان والزوار.
