هل سياراتك تتجسس عليك؟ تقرير يحذر من جمع البيانات الحساسة للسائقين
كشفت صحيفة Toledo Blade الأمريكية في تقرير جديد أن السيارات الحديثة أصبحت أشبه بـ"أجهزة مراقبة متنقلة"، إذ تجمع بشكل مستمر بيانات حساسة عن الموقع، وسرعة القيادة، وعادات السائقين وحتى تعبيرات وجوههم أثناء القيادة.
ويحذر التقرير من أن التطور السريع في أنظمة الاتصال داخل السيارات، الذي جعل القيادة أكثر أمانًا وسلاسة، بات في المقابل يثير مخاوف جدية حول الخصوصية الرقمية للمستخدمين.
كيف تجمع السيارات بيانات السائقين؟
بحسب "Mozilla Foundation"، التي حللت سياسات الخصوصية لدى 25 شركة سيارات، فإن القطاع يُعد “الأسوأ من حيث حماية الخصوصية”.
اقرأ أيضًا: ماذا ينتظر عشّاق السيارات في سيارة "فيراري موتور هوم" 2026؟
وتشمل البيانات التي تُجمع كل ما يفعله السائق داخل السيارة: من فتح الأبواب وتحريك المقود، إلى المعلومات القادمة من أنظمة الملاحة والأجهزة المتصلة وخدمات الإنترنت اللاسلكي.
كما تُرسل بيانات القيادة في كثير من الأحيان إلى أطراف خارجية مثل شركات التأمين أو الوسطاء التجاريين، وهو ما أثار ضجة واسعة بعد اتهام شركة جنرال موتورز (GM) بمشاركة بيانات القيادة مع وكالات تأمين من دون موافقة السائقين.
وتوصي شركات الخصوصية المتخصصة، مثل Privacy4Cars، بأن يكون السائقون أكثر وعيًا بما تُسجله سياراتهم.
ويقول أندريا أميكو، مؤسس الشركة، إن على السائقين مراجعة إعدادات الخصوصية في سياراتهم والتأكد من إيقاف مشاركة البيانات غير الضرورية.
ويمكن لأصحاب السيارات في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا استخدام موقع VehiclePrivacyReport.com لمعرفة سياسات البيانات الخاصة بكل شركة مصنّعة.
كما تتيح بعض الشركات مثل تويوتا، فورد، وبي إم دبليو للمستخدمين خيار تقليص أو إلغاء مشاركة البيانات عبر تطبيقات الهاتف، أو من خلال لوحة القيادة الرقمية.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يثير الجدل مجددًا حول السيارات الطائرة
لكن الخبراء يحذرون من أن ذلك قد يؤدي إلى تعطيل بعض المزايا مثل الملاحة الذكية أو المساعدة على الطريق.
سياسات الخصوصية في السيارات
ويؤكد التقرير أن قرار إيقاف جمع البيانات يفرض "مقايضة صعبة” على السائقين بين الراحة والأمان من جهة، والخصوصية من جهة أخرى.
فإيقاف خاصية تتبع الموقع، على سبيل المثال، يمنع استخدام تطبيقات الملاحة أو خدمات المساعدة في الحوادث، في حين أن إبقاءها مفعّلة يعني السماح بتتبع كل حركة يقوم بها السائق.
وتشير شركة بي إم دبليو إلى أن إيقاف جميع خيارات مشاركة البيانات يجعل السيارة "تعمل كما لو كانت في وضع الطيران"، أي من دون أي اتصال بالشبكات الخلفية.
وينصح الخبراء بإجراء إعادة ضبط المصنع (Factory Reset) قبل بيع السيارة أو استبدالها، لضمان حذف البيانات الشخصية وحسابات الهاتف المرتبطة بها.
اقرأ أيضًا: من السويد إلى العالم.. دراسة تُعيد تعريف عمر بطاريات السيارات الكهربائية
كما يُفضل إخطار الشركة المصنّعة بعملية البيع حتى لا تُنسب بيانات القيادة المستقبلية إلى المالك السابق.
ويحذر التقرير من أن إهمال هذه الخطوة قد يؤدي إلى ربط سجل القيادة الجديد بمالك سابق، مما قد يؤثر على تقييمه لدى شركات التأمين.
