العلماء يهزون نظرية أينشتاين: الطاقة المظلمة ليست ثابتة كما اعتُقد منذ قرن
أعاد علماء الفلك فتح واحد من أعمق أسرار الفيزياء الكونية بعد أن كشفت دراسة جديدة أن الطاقة المظلمة، القوة الغامضة التي تُعتقد أنها تُسبّب تسارع تمدد الكون، قد لا تكون ثابتة كما افترض ألبرت أينشتاين في نموذجه الشهير.
وتشير الأدلة الحديثة إلى أن كثافتها قد تتناقص تدريجيًا مع مرور الزمن، ما قد يغيّر فهمنا لمستقبل الكون ومصيره النهائي.
تفاصيل عن الطاقة المظلمة
لطالما اعتقد العلماء أن الطاقة المظلمة تمثل خاصية ثابتة للفراغ، مسؤولة عن التوسع المتسارع للكون منذ الانفجار العظيم.
غير أن نتائج أبحاث حديثة أجراها العالم جوش فريمان من جامعة شيكاغو تُظهر أن النماذج الديناميكية المتغيّرة للطاقة المظلمة تفسّر سلوك الكون بشكل أدق من النموذج الثابت الذي تبنّاه أينشتاين قبل أكثر من 100 عام.
نُشرت الدراسة في مجلة Physical Review D، واعتمدت على تحليل واسع لبيانات من مشاريع رصد كونية كبرى مثل Dark Energy Survey (DES) وDark Energy Spectroscopic Instrument (DESI) وPlanck وSloan Digital Sky Survey (SDSS)، وهي تُعد من أضخم المشاريع البحثية في علم الفلك.
اقرأ أيضُا: كيف يبدو احتراق الشمعة في الفضاء؟ رواد الفضاء الصينيون يجرون تجربة مدهشة (فيديو)
تشير التحليلات الحديثة إلى أن الطاقة المظلمة قد تكون مرتبطة بجسيمات دقيقة للغاية تُعرف باسم الأكسيونات (Axions)، وهي جسيمات خفيفة جدًا كان يُعتقد في السابق أنها تفسّر المادة المظلمة، إلا أن الدراسة الجديدة تقترح وجود نوعٍ فائق الخفّة منها، لا يُنتج كتلة كما في المادة المظلمة، بل يعمل كمصدر للطاقة المظلمة التي تدفع الكون إلى التمدد.
وبحسب النماذج التي طورها الباحثون، فقد كانت الطاقة المظلمة ثابتة نسبيًا في المراحل الأولى من عمر الكون، لكنها بدأت تتغير ببطء بعد مليارات السنين، في عملية شُبّهت بكرة تتدحرج تدريجيًا على سطح مائل، ومع مرور الزمن، يؤدي هذا «التدحرج البطيء» إلى انخفاض تدريجي في كثافة الطاقة المظلمة، وهو ما قد يغيّر مصير الكون نفسه.
يرى العلماء أن هذا الانخفاض في الطاقة المظلمة يعني أن تسارع تمدد الكون قد يتباطأ بمرور الزمن، مما يمنع وقوع السيناريوهات الكونية القصوى التي طالما شغلت الباحثين، مثل (Big Rip) الذي يفترض أن التمدد سيتسارع حتى تمزّق المجرات والذرات، أو (Big Crunch) الذي يتنبأ بانهيار الكون على نفسه.
بدلًا من ذلك، يُرجّح أن يستمر الكون في التمدد البطيء لمليارات السنين المقبلة حتى يدخل مرحلة(Big Freeze)، وهي نهاية باردة ومظلمة يخمد فيها الضوء وتختفي أشكال الحياة كما نعرفها اليوم.
