اكتشاف جديد يعيد تعريف البحث العلمي.. قاعدة "فانغارد" تنقل المختبر إلى قاع البحر (فيديو)
في خطوة علمية غير مسبوقة، أعلنت شركة "ديب" DEEP عن إطلاق مشروع "فانغارد" Vanguard، أول قاعدة فولاذية تحت الماء معدّة لتغيير مستقبل البحث العلمي والمعيشة في أعماق البحار.
القاعدة التي أُزيح الستار عنها في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية صُممت لتمنح الإنسان قدرة على الإقامة المستمرة في أعماق البحر، في إطار رؤية الشركة لتحويل البشر إلى "كائنات مائية".
تعمل القاعدة على عمق 50 مترًا (164 قدمًا) وتتكون من ثلاث وحدات رئيسية: غرفة معيشة، ومركز غوص، وقاعدة تأسيسية تتيح الاستقرار الآمن في الأعماق.
ويبلغ طول الهيكل 12 مترًا وعرضه 3.7 أمتار، ويضم مساحة سكنية يمكن لأربعة باحثين الإقامة فيها لفترات تمتد لأسابيع، حيث توفر لهم أسرّة فردية، ومطبخًا مجهزًا، ودورة مياه، إضافة إلى مركز غوص مزوّد بفتحة خروج تُعرف باسم "حوض القمر" تمكّنهم من الوصول مباشرة إلى البحر لإجراء مهامهم البحثية.
وتتصل القاعدة بعوامة سطحية تقدم جميع الخدمات التشغيلية الضرورية، من إمدادات الهواء والماء إلى إزالة النفايات وتوفير الكهرباء والاتصالات، ما يجعل الإقامة تحت الماء مستدامة بالكامل دون الحاجة للظهور المتكرر على السطح.
مقارنة بين الغوص التقليدي والإقامة الطويلة تحت الماء
يتيح هذا النظام للباحثين قضاء ساعات طويلة في أعماق البحر لدراسة الشعاب المرجانية ومراقبة التغيرات المناخية في بيئتها الطبيعية، وهو ما كان مستحيلًا عبر تقنيات الغوص التقليدية المحدودة بالزمن والعمق.
كما تسمح "فانغارد" للفرق العلمية بإجراء مراقبة مستمرة للحياة البحرية وتطبيق أساليب جديدة في ترميم النظم البيئية المتضررة.
وأوضحت شركة "ديب" أن هدف المشروع لا يقتصر على الأبحاث البيئية فقط، بل يمتد إلى تطوير بيئات تدريب تحاكي ظروف الفضاء الخارجي، ما يجعل القاعدة أداة استراتيجية لتأهيل رواد الفضاء في بيئة تحاكي العزلة والضغط المتغير.
كذلك أكدت الشركة أن "فانغارد" صُممت لتحمل ظروف بحرية قاسية، بما في ذلك تأثيرات إعصار من الفئة الخامسة، بفضل التدرع بالفولاذ المقوّى وتكنولوجيا الضغط المتوازن.
حاليًا يتم اختبار الأنظمة الداخلية للطاقة والتهوية والطوارئ للتأكد من جاهزيتها قبل تشغيلها الميداني في وقت لاحق من العام، على أن يُعلن قريبًا عن الموعد والموقع الرسمي لأول تشغيل فعلي للقاعدة.
ولا تتوقف طموحات "ديب" عند هذا الحد، إذ تعمل الشركة على تطوير نموذج أكثر تطورًا يُعرف باسم "سينتينيل" Sentinel، وهو قاعدة "فندقية" تحت الماء بعمق 200 متر قبالة سواحل ويلز، تمثل اللبنة الأولى في شبكة عالمية من القواعد البحرية تهدف إلى خلق وجود دائم للإنسان في أعماق المحيطات، ما قد يغيّر مستقبل الحياة والعمل تحت سطح البحر إلى الأبد.
