لحظة نادرة لحيتان قاتلة تهاجم قرشًا أبيض في المياه المكسيكية (فيديو)
في مشهد استثنائي يوثّق واحدة من أكثر لحظات الطبيعة إثارة، نجح فريق من العلماء في تصوير حيتان قاتلة (Orcas) وهي تُهاجم أسماك القرش الأبيض الكبير (Great White Sharks) في خليج كاليفورنيا، مستخدمةً تقنية فريدة لقلب فرائسها رأسًا على عقب قبل التهام أكبادها الغنية بالمغذيات.
أظهرت اللقطات، التي صُوّرت بواسطة طائرة مسيّرة يقودها عالم الأحياء البحرية والمصور إريك هيغيرا (Erich Higuera) بالتعاون مع الباحث ماركو فيليجاس، مجموعةً من الحيتان القاتلة وهي تصطاد صغار القروش بمهارة عالية.
ونُشرت نتائج الدراسة يوم الاثنين في مجلة Frontiers in Marine Science، لتسلّط الضوء على تطور تكتيكي جديد في سلوك هذه المفترسات الذكية.
اقرأ أيضا: مشهد هوليوودي في قلب المحيط.. كاياكرز يواجهون قفزة حوت مفاجئة (فيديو)
وقال هيغيرا لموقع Gizmodo: «في البداية ظننت أن الفريسة قرش نمر رملي، لكن لم أتخيل قط أنها سمكة قرش أبيض كبير». وأوضح أن الحيتان قامت بقلب القرش رأسًا على عقب، ما أدخله في حالة جمود عضلي مؤقت، مكّنها من الوصول مباشرة إلى كبده الذي قد يزن أكثر من 600 كيلوغرام، أي ما يقارب ربع كتلة القرش.
لماذا تستهدف الحيتان القاتلة الصغار؟
عادةً ما تهاجم الحيتان القاتلة القروش البالغة للحصول على مكافأة غذائية أكبر، إلا أن الفريق لاحظ أن المجموعة التي تم رصدها في خليج كاليفورنيا كانت تفضّل القروش اليافعة. ويفسّر الباحث سلفادور يورغنسن (Salvador Jorgensen)، الأستاذ المساعد بجامعة ولاية كاليفورنيا في خليج مونتيري، ذلك بقوله: «قد يكون صيد القروش الصغيرة أسهل، إذ يمكن قلبها والتحكم فيها بسرعة أكبر».
كما رجّح يورغنسن أن القروش الصغيرة أقل خبرة في تجنّب الحيتان القاتلة، مقارنةً بالبالغة التي تُظهر سلوكًا دفاعيًا واضحًا عند رصدها لهذه المفترسات. وأضاف: «ربما لم تطوّر القروش الصغيرة بعد حسّها الغريزي للهروب من الحيتان».
يعتقد الباحثون أن التغيرات المناخية وظاهرة النينيو أسهمت في تغيير مناطق حضانة القروش البيضاء، مما أدى إلى تزايد تواجدها في خليج كاليفورنيا خلال السنوات الأخيرة. وهذا التحول أتاح للحيتان القاتلة فرصًا متكررة لمهاجمة صغار القروش في بيئة وفيرة بالغذاء.
لحظة نادرة لحيتان قاتلة تهاجم قرشًا أبيض
تفتح هذه المشاهد النادرة بابًا واسعًا أمام الباحثين لفهم العلاقة المعقدة بين الحيتان القاتلة والقروش البيضاء الكبيرة. ويقول يورغنسن: «من المدهش أنه في عصر الكاميرات والطائرات المسيّرة، ما زلنا نكتشف سلوكيات جديدة لم نرَ مثلها من قبل. المحيط لا يزال يخفي أسرارًا كثيرة».
اقرأ أيضا: هل يمكن لبروتين الحوت أن يجعل البشر يعيشون أطول؟ دراسة تجيب
بهذا الاكتشاف، تُضيف الحيتان القاتلة فصلًا جديدًا إلى سجلها المفترس، مؤكدةً مكانتها كأحد أذكى وأخطر الكائنات في عالم المحيطات.
