الملياردير فيليب لافونت يدخل عالم البيتكوين: وتنبؤات بوصول العملة إلى 21 مليون دولار
في تحوّل استثماري لافت، بدأ الملياردير الأمريكي فيليب لافونت، أحد أبرز مديري صناديق التحوط في وول ستريت، الاستثمار في سوق البيتكوين عبر شراء 56,508 سهم من صندوق iShares Bitcoin Trust (IBIT) التابع لشركة BlackRock، بحسب أحدث إفصاحات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC).
يُعد لافونت، مؤسس ورئيس الاستثمار التنفيذي لشركة Coatue Management، من أبرز المستثمرين في شركات التكنولوجيا وأسهم النمو، لكنه كان لفترة طويلة من أبرز المتحفظين على الاستثمار في العملات المشفرة.
خلال مشاركته الصيف الماضي في برنامج Squawk Box على قناة CNBC، اعترف لافونت بأنه كان مترددًا حيال البيتكوين بسبب تقلبها العالي مقارنةً بأسهم التكنولوجيا في مؤشر ناسداك، لكنه أقر بأن الوقت حان لتغيير موقفه.
وقال لافونت مازحًا: "أستيقظ كل يوم في الثالثة صباحًا وأفكر: لماذا تأخرت؟ البيتكوين تواصل الصعود وأنا ما زلت أتفرج."
هذا التصريح العفوي لاقى رواجًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره المتداولون إشارة على دخول أحد عمالقة وول ستريت رسميًا إلى عالم الأصول الرقمية.
اقرأ أيضا: بيتكوين على مفترق الطرق.. هل تكفي رهانات السوق لإنقاذها؟
بحسب مراقبين، يعكس دخول لافونت في سوق البيتكوين تحولًا جوهريًا في فلسفته الاستثمارية، خصوصًا مع تزايد قبول المؤسسات الكبرى للأصول الرقمية كجزء من المحافظ الاستثمارية طويلة الأجل.
ويتوقع لافونت أن تتجاوز القيمة السوقية للبيتكوين 5 تريليونات دولار بحلول عام 2030، أي بزيادة تقارب 130% عن مستواها الحالي، ما يعزز قناعته بأن العملة الرقمية أصبحت ركيزة في الاقتصاد المالي الجديد وليست مجرد مضاربة عابرة.
ويقول لافونت: "تسارع الاعتماد المؤسسي والتطور في البنية التنظيمية يجعل البيتكوين أكثر نضجًا واستقرارًا. لم تعد مجرد أصل للمغامرين، بل أصبحت جزءًا من النظام المالي المستقبلي."
هل يصل البيتكوين إلى 21 مليون دولار؟
في الوقت الذي يتحرك فيه لافونت بخطوات محسوبة، يتبنى مايكل سايلور، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Strategy (مايكروستراتيجي سابقًا)، موقفًا أكثر تفاؤلًا وجذرية.
يُعد سايلور من أبرز دعاة البيتكوين في العالم، حيث قامت شركته بإضافة العملة إلى ميزانيتها العمومية كأصل احتياطي استراتيجي منذ عام 2020. ويرى أن القيمة السوقية للبيتكوين ستقفز بشكل غير مسبوق خلال العقدين المقبلين.
في تصريحات أدلى بها في يونيو الماضي، قال سايلور: "أتوقع أن يصل سعر البيتكوين إلى 21 مليون دولار بحلول عام 2046 أي ارتفاع بنسبة تقارب 19,000% عن سعرها الحالي."
ويرى سايلور أن التبني المؤسسي المتزايد، والقبول الحكومي التدريجي، والندرة المبرمجة في العرض (حيث لا يتجاوز إجمالي المعروض 21 مليون وحدة)، هي العوامل الثلاثة التي ستقود العملة إلى مستويات غير مسبوقة.
رغم الاختلاف في مدى التفاؤل، يتقاطع كل من لافونت وسايلور في رؤية طويلة الأمد للبيتكوين كأصل رقمي يُعاد تعريفه ضمن النظام المالي العالمي.
يعتبر محللون أن استثمار Coatue Management في صندوق BlackRock Bitcoin ETF يمثل خطوة رمزية تُشير إلى انتقال فكر صناديق التحوط التقليدية نحو قبول العملات المشفرة ضمن استراتيجيات التنويع الحديثة.
كما تُظهر البيانات أن صندوق iShares Bitcoin Trust (IBIT) أصبح أحد أكثر صناديق البيتكوين تداولًا في السوق الأمريكية، مدعومًا بثقة المستثمرين المؤسسيين بعد الموافقة التنظيمية على إدراج صناديق البيتكوين الفورية في مطلع العام.
البيتكوين في المرحلة المقبلة
مع دخول لاعبين كبار مثل لافونت وسايلور إلى المشهد، يبدو أن البيتكوين تنتقل من الهامش إلى المركز في عالم الاستثمار الحديث. ويرى خبراء وول ستريت أن العامين المقبلين سيكونان مرحلة إعادة تموضع مؤسسي، حيث تبدأ الأموال التقليدية بالتحرك تدريجيًا نحو الأصول الرقمية مع تحسن الإطار التنظيمي وتزايد العوائد المتوقعة.
وفي حين لا يزال سعر بيتكوين مستقرًا عند حدود 64 ألف دولار (حتى 28 أكتوبر 2025)، إلا أن التوقعات المتفائلة من لافونت الأكثر تحفظًا إلى سايلور الأكثر جرأة، تُشير إلى أن العملة الرقمية الأولى في العالم قد تشهد عصرًا جديدًا من الصعود المؤسسي.
