اختبار تنفّس جديد يكشف سرطان البنكرياس مبكرًا
كشف فريق من العلماء البريطانيين عن اختبار تنفس مبتكر يُتوقع أن يشكل أهم إنجاز طبي خلال الخمسين عامًا الماضية في تشخيص سرطان البنكرياس مبكرًا، وهو من أكثر أنواع السرطان خطورة وصعوبة في الاكتشاف.
ويعمل الاختبار عبر جهاز يمكن استخدامه بسهولة في العيادات العامة لتحديد الإصابة بالمرض في مراحله الأولى خلال فترة زمنية قصيرة.
ويأتي هذا التطور العلمي المهم في أعقاب دراسات سابقة واعدة أظهرت قدرتها على رصد الجزيئات الحيوية التي تنتجها الأورام السرطانية.
ويأمل الباحثون أن يسهم هذا الابتكار في إنقاذ آلاف الأرواح سنويًا حول العالم، بالنظر إلى أن نسبة النجاة من المرض بعد التشخيص لا تتجاوز 7%، إذ يُكتشف عادة في مراحل متقدمة.
قاد الدراسة فريق من كلية إمبريال لندن، ويستعد العلماء لتجربة الاختبار الجديد على 6 آلاف مريض في 40 مركزًا طبيًا في إنجلترا وويلز وأسكتلندا خلال السنوات المقبلة.
ويأتي ذلك بعد تجربة أولية شملت 700 مريض حققت نتائج مشجعة في تحديد المؤشرات الكيميائية المميزة لوجود سرطان البنكرياس في مراحله الأولى.
تفاصيل جهاز الكشف عن سرطان البنكرياس
يقوم الجهاز الجديد بالكشف عن مجموعة من "المركبات العضوية " الموجودة في هواء الزفير، وهي جزيئات دقيقة تنتقل عبر الدم وتُفرز من الرئتين. وتظهر هذه التغيرات الكيميائية منذ المراحل المبكرة للمرض، ما يتيح للأطباء فرصة اكتشاف السرطان قبل انتشاره.
ويوفر الاختبار نتائج أولية خلال ثلاثة أيام فقط، ما قد يختصر إجراءات التشخيص الطويلة والمعقدة الحالية التي تتطلب تحاليل وصور أشعة دقيقة، وغالبًا ما تتم بعد فوات الأوان.
يشير الأطباء إلى أن دقة هذا الاختبار، وسهولة تطبيقه، قد تُحدث فرقًا كبيرًا في فرص البقاء على قيد الحياة. ويصف الباحثون المرض بـ«القاتل الصامت»، إذ إن أعراضه المبكرة تتشابه مع أمراض بسيطة مثل عسر الهضم أو القولون العصبي، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص في أكثر من 60% من الحالات.
