بافيل دوروف يورّث 17 مليار دولار لـ106 أبناء بشرط غريب
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلن بافيل دوروف، مؤسس منصة تيليغرام، وأحد أغنى المبرمجين في العالم، أنه قرر التبرع بكامل ثروته التقديرية البالغة 17 مليار دولار لأبنائه الـ106، لكن بشرط صارم يقضي بعدم تمكنهم من الحصول على نصيبهم إلا بعد مرور 30 عاماً.
وصية بافيل دوروف لأبنائه
دوروف، البالغ من العمر 41 عاماً والمقيم حالياً في دبي، كشف في مقابلة مع مجلة Le Point الفرنسية أنه كتب وصيته مؤخراً، موضحاً أنه لا يفرّق بين أبنائه الذين أنجبهم بشكل طبيعي والذين وُلدوا عبر التبرع بالحيوانات المنوية.
وأكد: “جميعهم أولادي ولهم نفس الحقوق، ولا أريدهم أن يتنازعوا بعد رحيلي”.
وبحسب تقرير مجلة Fortune، فإن لدى دوروف ستة أبناء من ثلاث علاقات سابقة، أما البقية فأنجبهم عبر برامج التبرع في أكثر من 12 دولة خلال الأعوام الخمسة عشرة الماضية.
وبهذا القرار النادر، سيتقاسم أبناؤه ثروته الهائلة بحيث يحصل كل واحد منهم على نحو 160 مليون دولار تقريباً، لكنهم لن يتمكنوا من لمس هذه المبالغ حتى بلوغهم سن الثلاثين.
نهج بافيل دوروف في تربية الأبناء
أوضح دوروف أن تأجيل حصول أبنائه على الثروة مقصود لتعليمهم الاعتماد على الذات قائلاً: "أريدهم أن يعيشوا مثل الناس العاديين، أن يبنوا أنفسهم بأنفسهم، ويثقوا بقدراتهم، لا بحساباتهم البنكية".
ويبدو أن الملياردير الروسي المولد، الفرنسي الجنسية، يتبع نهجاً مغايراً لثقافة التوريث التقليدي بين الأثرياء، إذ يرغب في أن يكوّن كل فرد من أبنائه مسيرته الخاصة قبل أن يصبح وريثاً فعلياً.
على الرغم من ثروته الضخمة، يعيش مؤسس تيليغرام حياة بسيطة نسبياً، حيث يستأجر في دبي فيلا مطلة على الواجهة المائية مقابل نحو مليون دولار سنوياً، ولا يمتلك طائرات خاصة أو يخوت فاخرة.
وفي لفتة إنسانية غير متوقعة، كشف أنه مستعد لشراء مجوهرات ملكية مسروقة من متحف اللوفر في باريس والتبرع بها لمتحف اللوفر أبوظبي.
ويرى خبراء أن وصية دوروف تمثل واحدة من أغرب وأكبر خطط الإرث في التاريخ، إذ لم يُعرف من قبل أي ملياردير ترك ثروته بالكامل لأطفال وُلد معظمهم عبر برامج التبرع.
وتُعتبر هذه الخطوة نموذجاً مميزاً في عالم الأثرياء الذين يسعون لموازنة الإرث المادي بالقيم الذاتية والمسؤولية الشخصية.
