قصة أغلى مصلى في العالم على طائرات الخطوط السعودية (فيديو)
تملك المملكة العربية السعودية أغلى مصلى في العالم، ليس على الأرض، بل في السماء؛ إذ يوجد على متن طائرات الخطوط الجوية السعودية منذ عام 1995، ويُعد من أبرز الرموز التي تعكس الهوية الإسلامية للمملكة وحرصها على تمكين الركاب من أداء الصلاة أثناء السفر، حتى لو كانت في أجواء بارتفاع 40 ألف قدم.
بدأت فكرة إنشاء المصلى عندما لاحظت الخطوط السعودية أن بعض الركاب أثناء الرحلات الطويلة يؤدون الصلاة قرب أبواب الطائرات أو المخارج الطارئة، وهو ما يخالف معايير السلامة الدولية. عندها طرح فريق هندسي سعودي سؤالًا بسيطًا: لماذا لا نُخصّص مكانًا آمنًا للصلاة داخل الطائرة؟
اقرأ أيضًا: الخطوط السعودية تتعاقد على شراء 105 طائرات إيرباص
هذه الفكرة واجهت في البداية رفضًا قاطعًا من شركة بوينغ الأمريكية التي رأت أن تخصيص مساحة للمصلى يقلل من عدد المقاعد ويؤثر في العائد التجاري للطائرة.
لكن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ووزير الدفاع والطيران آنذاك، أصرّ على تنفيذ الفكرة، ووقّع في أكتوبر 1995 صفقة تاريخية لشراء 61 طائرة من طراز بوينغ، مشترطًا تضمين مصلى مخصص للمسافرين ضمن التصميم.
تحديات بناء أغلى مصلى
واجه المشروع صعوبات فنية وإدارية كبيرة، إذ لم يكن في تاريخ الطيران التجاري أي سابقة لمصلى على متن طائرة. وتمكّن الفريق الهندسي للخطوط السعودية من تطوير تصميم مبتكر يضمن السلامة والتوازن داخل المقصورة مع الحفاظ على متطلبات الطيران الدولية.
وش سالفة المصلى اللي عارضت عليه منظمات دولية وتدخل الامير سلطان رحمه الله للموافقه عليه وتنفيذه؟
المصلى قائم حالياً وميزانيته تعادل ميزانية بعض الدول
أخليكم مع دقائق وثائقية صورنا من عدة دول لكواليس تاريخية لقصة أعلى و أغلى مصلى بالعالم🌎
لف الجوال بالعرض واستمتع👌#سائح_تيوب pic.twitter.com/qE4vRf2Bub— سائح تيوب (@sai7org) October 24, 2025
ورغم معارضة بعض المنظمات الدولية في البداية، نجح المشروع بفضل الدعم المباشر من الأمير سلطان، لتصبح الخطوط السعودية أول شركة طيران في العالم تتيح مصلى دائمًا على متن طائراتها.
لاحقًا، تعاونت الخطوط السعودية مع شركة إيرباص الفرنسية في تنفيذ الفكرة على طائراتها من طراز A330، لتصبح التجربة معيارًا فريدًا في عالم الطيران الديني.
بحسب تقرير نشره حساب “سائح تيوب”، فإن تكلفة المصلى تعادل ميزانية بعض الدول الصغيرة، إذ أظهرت الحسابات أن خسارة تسعة مقاعد من الدرجة السياحية في رحلة واحدة بين الرياض ونيويورك (بسعر 6 آلاف ريال للتذكرة) تساوي 16 مليون ريال سنويًا (4.3 مليون دولار)، في وجهة واحدة فقط، أي أن التكلفة التراكمية خلال 30 عامًا وعبر مئات الوجهات حول العالم تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات.
وأكد إبراهيم بن عبد الرحمن العمر، مدير عام الخطوط الجوية السعودية، أن الطائرات الجديدة التي يجري تصنيعها حاليًا ستضم مصلى مطورًا بميزات أكثر راحة للمسافرين، موضحًا أن الشركة تعتبر هذا التصميم جزءًا من التزامها الديني والثقافي، وليس مجرد خيار هندسي.
وتعد الخطوط الجوية السعودية، التي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة، من أكبر شركات الطيران في العالم، وتستهدف ربط المملكة بأكثر من 250 وجهة دولية بحلول عام 2030، تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى ترسيخ مكانة المملكة كوجهة عالمية تجمع بين الحداثة والهوية الإسلامية الأصيلة.
