إيثان هوك يتألق في فيلم Blue Moon ويختفي خلف شخصية غريبة ومؤثرة (فيديو)
في أحدث ظهور سينمائي له، يقدّم النجم الأمريكي إيثان هوك أداءً استثنائيًا يصعب التعرف عليه في فيلم "Blue Moon" من إخراج ريتشارد لينكليتر، الذي يُعد بمثابة تحية مؤثرة لعصر برودواي الذهبي، وتأمل عميق في الوحدة والعبقرية الإنسانية.
يتناول الفيلم الساعات الأخيرة من حياة الكاتب المسرحي لورينز هارت، المعروف بتعاونه مع ريتشارد رودجرز في أعمال كلاسيكية مثل Pal Joey وBabes in Arms وThe Boys from Syracuse.
تدور أحداث الفيلم في ليلة افتتاح مسرحية Oklahoma! عام 1943، أول عمل يقدّمه رودجرز بدون شريكه هارت، حيث يجلس الأخير في بار "سارديز" الشهير بمدينة نيويورك، غارقًا في تأملات حزينة حول تراجع مسيرته، وسط لحظات من السخرية والاعتراف واليأس.
أسلوب الإخراج في فيلم Blue Moon
اعتمد المخرج ريتشارد لينكليتر في فيلم Blue Moon على أسلوب إخراجي أقرب إلى المسرح منه إلى السينما، حيث تدور الأحداث في مواقع محدودة مثل مقاعد المسرح، صالة "سارديز"، وغرفة المعاطف، ما يمنح العمل طابعًا حميميًا ومكثفًا. يتبادل الأبطال حوارات ذكية تتراوح بين السخرية والمرارة، في مشاهد تشبه عروض برودواي الكلاسيكية.
"[Richard] Linklater has crafted one of his finest dramedies, a consistently fascinating exploration of the frailty of the artist, buoyed by one of Ethan Hawke’s most remarkable performances." (Brian Tallerico)
Now Playing: BLUE MOON (Oct 24-Nov 6)
🎟 https://t.co/Pjb3Dkm69h pic.twitter.com/argIiWXYws— Ross Media Arts Center (@mrrmac) October 24, 2025
ورغم الطابع المسرحي الواضح، ينجح الفيلم في جذب المشاهد بفضل النص المتقن الذي كتبه روبرت كابلَو، والذي يتميز بعمق نفسي ولغة لامعة. يظهر بوبي كانافال بدور النادل الذي يتحول إلى مستمع وصديق لهارت، بينما تؤدي مارغريت كوالي دور طالبة جامعية تلتقي به في لحظة حنين غريبة، تكشف عن هشاشته الإنسانية وتسلط الضوء على جانب آخر من شخصيته المعقدة.
أداء إيثان هوك في Blue Moon
يُعد أداء إيثان هوك في فيلم Blue Moon نقطة ارتكاز العمل وأحد أبرز محطاته التمثيلية في السنوات الأخيرة. خضع هوك لتحول خارجي لافت عبر المكياج و المؤثرات التجميلية الخاصة لإظهار انحسار شعره وتقليص طوله، لكن التحول الأعمق جاء من الداخل، حيث تبنّى صوتًا أنفيًا ولهجة عصبية، مجسدًا شخصية مليئة بالتهكم والهشاشة الإنسانية. وصفه النقاد بأنه "مغناطيسي وموجع في آنٍ واحد"، إذ جمع ببراعة بين ذكاء الكاتب ومرارة الفنان الذي يشهد أفول مجده.
أما المخرج ريتشارد لينكليتر، فواصل عبر هذا الفيلم نهجه السينمائي القائم على استكشاف التجارب الإنسانية الهادئة، مقدمًا رؤية شاعرية عن الإبداع والهشاشة في مواجهة الزمن. وبينما يغوص Blue Moon في تفاصيل حياة شخصية منسية من تاريخ المسرح الأمريكي، فإنه في جوهره تأمل عميق في الخسارة، والحنين، والسعي لإيجاد معنى للحياة بعد انطفاء الأضواء رحلة داخلية مؤثرة قادها إيثان هوك بعبقرية جعلته غير قابل للتعرّف، لكنه لا يُنسى.
