تعثر فيلمه الأخير: كوبولا يعرض ساعاته النادرة في مزاد.. هل تنقذه من الإفلاس؟
أعلن المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا، عن طرح سبع ساعات فاخرة من مجموعته الشخصية للبيع، في مزاد تنظمه دار "فيليبس" في السادس من ديسمبر المقبل.
تأتي هذه الخطوة في ظل أزمة مالية يواجهها المخرج، بعد فشل فيلمه الأخير "Megalopolis"، الذي بلغت تكلفة إنتاجه أكثر من 100 مليون دولار، بينما لم تتجاوز إيراداته 14.4 مليون دولار فقط.
كوبولا، الذي تحدث من روما عبر تطبيق "زوم"، قال صراحة: "أحتاج إلى بعض المال لإبقاء السفينة طافية"، في إشارة إلى الضغوط المالية التي يمر بها.
الساعات المعروضة تشمل قطعًا نادرة من علامات مرموقة مثل "باتيك فيليب" و"أوديمار بيغه"، وتُقدّر قيمة إحداها بمليون دولار، ما يعكس مكانتها في عالم الساعات الفاخرة.
تاريخ الأزمات المالية في مسيرة كوبولا
لم تكن الأزمة الأخيرة التي يواجهها المخرج فرانسيس فورد كوبولا الأولى في مسيرته، فلطالما ارتبطت مشاريعه السينمائية الطموحة بتحديات مالية كبيرة.
ففي عام 1982، قرر تمويل فيلمه الموسيقي "One From the Heart" من ماله الخاص، إلا أن فشل الفيلم تجاريًا أدخله في سلسلة من الإفلاسات المتتالية، وبحلول عام 1992، اضطر إلى تسجيل نفسه تحت الفصل 11 من قانون الإفلاس، معلنًا أنه مدين بمبلغ 98 مليون دولار مقابل أصول لا تتجاوز 53 مليونًا.
اقرأ أيضا: شاهد.. كوبولا يكرم هيرتزوغ بجائزة الأسد الذهبي في افتتاح مهرجان فينيسيا
ورغم هذه النكسات، تمكن كوبولا من استعادة نشاطه الفني تدريجيًا، فواصل إنتاج الأفلام، ووسّع اهتماماته في مجالات أخرى مثل الضيافة، حيث امتلك منتجعات فاخرة في شمال كاليفورنيا، كما أصبح من هواة جمع الساعات النادرة.
لكن فيلمه الأخير "Megalopolis"، الذي تناول مدينة مستقبلية تهيمن عليها الأوليغارشية، أعاد الأزمة المالية إلى الواجهة من جديد، إذ قام كوبولا بتمويل المشروع ذاتيًا، ما جعله يتحمّل عبء التكاليف الضخمة، خاصة بعد أن فشل الفيلم في تحقيق إيرادات تغطي ميزانيته الإنتاجية التي تجاوزت 100 مليون دولار.
تأثير التمويل الذاتي على مستقبل المخرجين في هوليوود
رغم أن كوبولا يُعد من أبرز المخرجين في تاريخ السينما، إلا أن اعتماده المستمر على التمويل الذاتي لمشاريعه جعله عرضة لتقلبات مالية حادة.
وبيع الساعات الفاخرة ليس مجرد تصفية لمقتنيات ثمينة، بل هو انعكاس مباشر لتحديات الإنتاج المستقل في هوليوود، حتى بالنسبة لأسماء بحجم كوبولا.
ورغم أن فيلم "Megalopolis" لم يحقق النجاح التجاري المتوقع، لا يزال المخرج متفائلًا، مؤكدًا أن أفلامه غالبًا ما تحقق أرباحًا على المدى الطويل، وقد استشهد بفيلمه "Apocalypse Now"، الذي تسبب له أيضًا في ديون ضخمة، لكنه حقق لاحقًا أكثر من 150 مليون دولار من الإيرادات على مدار عقود.
هذا المزاد المرتقب لا يسلّط الضوء فقط على أزمة مالية، بل يكشف أيضًا عن العلاقة المعقدة بين الإبداع والتمويل في حياة أحد أبرز رموز السينما العالمية.
