إيلون ماسك بين انتعاش المبيعات وهاجس "جيش الروبوتات" في تسلا
رغم أشهرٍ من التراجع والتحديات، استعادت شركة تسلا بعض بريقها في الربع الثالث من عام 2025، بعد أن أعلنت عن مبيعات قياسية بلغت 497,099 سيارة، وإيرادات قدرها 21.2 مليار دولار من قطاع السيارات — وهو أعلى مستوى تحققه منذ أكثر من عام.
لكن رغم هذا النمو في المبيعات، لم تتجاوز الأرباح 1.4 مليار دولار فقط، بزيادة طفيفة لا تتعدى 200 مليون دولار عن الربع السابق، ما يعكس استمرار التحديات في هوامش الربح.
أسباب تراجع أرباح شركة تسلا
أرجعت الشركة تراجع الأرباح إلى ارتفاع نفقات التشغيل بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة استثمارات مكثفة في مشاريع الذكاء الاصطناعي والبحث والتطوير، بالإضافة إلى رسوم إعادة هيكلة بلغت 240 مليون دولار، يُعتقد أنها تتعلق بإغلاق مشروع Dojo للحوسبة الفائقة.
كما واجهت الشركة تكاليف جمركية وصلت إلى 400 مليون دولار، وهو ما أقرّ به المدير المالي فايبهاف تانيجا خلال المؤتمر الهاتفي الأخير.
ورغم هذه الضغوط، أكد الرئيس التنفيذي إيلون ماسك أن تسلا تمر بـ“مرحلة حاسمة” في خطتها لإدخال الذكاء الاصطناعي إلى العالم الحقيقي. وقال ماسك: "نحن في بداية التوسع الكبير في القيادة الذاتية الكاملة وسيارات الأجرة الآلية. هذا سيُغيّر مستقبل النقل كليًا."

لكن ماسك لم يُخفِ قلقه من فقدان السيطرة على رؤيته، محذرًا من أن إقصاءه عبر تصويت المساهمين ضد حزمة تعويضاته الضخمة قد يعرقل مشروعاته المستقبلية.
وأضاف ماسك بلهجة حادة: “لا أشعر بالارتياح لبناء جيش من الروبوتات ثم أُطرد بسبب توصيات من مستشارين لا يعرفون شيئًا. هؤلاء الأشخاص إرهابيون شركاتيون.”
اقرأ أيضا: إيلون ماسك يحاول إصلاح علاقته المتوترة مع الإعلام.. ماذا فعل؟
وتتزامن تصريحاته مع استعداد المساهمين للتصويت على منحه أسهمًا بقيمة تريليون دولار، وهو ما تُعارضه جهات استشارية كبرى مثل ISS وGlass Lewis، بدعوى المبالغة في تقييم الأداء التنفيذي.
روبوت تسلا البشري أوبتيموس
في الوقت ذاته، واصل ماسك الترويج لطموحاته بعيدة المدى، مؤكدًا أن روبوت تسلا البشري “أوبتيموس” سيبدأ نسخته الثالثة في الربع الأول من عام 2026، رغم إخفاقه في تحقيق وعوده السابقة بإنتاج آلاف الوحدات هذا العام.
ورغم إقراره بصعوبة المهمة، قال ماسك إن الروبوتات المستقبلية ستُحدث ثورة في الحياة البشرية: “يمكننا خلق عالم بلا فقر، حيث يحصل الجميع على أفضل رعاية صحية. أوبتيموس قد يصبح حتى جراحًا ماهرًا.”
وبينما تسعى تسلا لتعويض تباطؤ سوق السيارات الكهربائية بتوسيع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يُواجه ماسك معركة مزدوجة: إقناع المساهمين بمواصلة الرهان عليه، وإثبات أن وعوده التكنولوجية قادرة فعلًا على تحقيق أرباح مستدامة.
