حين تتحول الفوبيا إلى مجد عالمي: مفيد أبو شلوة يوثق أسرار الحشرات بعدسة سعودية
من قريته الخويلدية إلى غابات العالم، جاب إندونيسيا وأوروبا موثقًا عوالم الحشرات في بيئاتها رغم التحديات. تجاوزت مشاهدات أعماله 10 ملايين، ونشرتها مؤسسات علمية مرموقة، ويسعى لإيصال رسالة عن أهمية الحشرات في حفظ التوازن الطبيعي.
بداية، من هو مفيد أبو شلوة؟
مفيد أبو شلوة، 40 عامًا، باحث علمي ومصور محترف، حاصل على 6 ألقاب دولية ونحو 147 جائزة، وعضو في منظمة Buglife الأوروبية، وتجاوزت مشاهدات أعماله 10 ملايين على YouPic.
كان لدي فوبيا
كيف اخترت مجال التصوير وما الدافع؟
بدأ شغفي بالتصوير منذ الطفولة بتأثير والدي، ثم طورت مهاراتي منذ 2006 حتى تخصصت في الماكرو 2010، وبخاصة تصوير الحشرات بجمالها وتفاصيلها الدقيقة.
أما الدافع فهو مواجهة خوفي من الحشرات واكتشاف عالمها الخفي، مع رغبة في إبراز إبداع الخالق في أدق التفاصيل، وتمكنت من تحويل الكاميرا من أداة مواجهة للخوف إلى وسيلة لاكتشاف الجمال، ومع كل لقطة تلاشى خوفي وأصبح شغفًا.
اقرأ أيضا: حين تتحول حلبة الملاكمة إلى قصة وطن.. زياد المعيوف يتصدر غلاف "الرجل" في حوار خاص
احكِ لنا تجربتك الأولى مع تصوير الحشرات؟
كانت تجربة مفصلية، رغم بساطتها لعدم امتلاكي معدات متخصصة، في قريتي الخويلدية شرق السعودية، بدأت بتجارب بسيطة لالتقاط صور لحشرات صغيرة، ورغم تواضع النتائج، أشعلت بداخلي دافع الإصرار والتحدي والفضول.
ما هي أصعب المواقف التي مرت عليك؟
رحلتي إلى جزيرة سيرام بإندونيسيا، حيث واجهنا برد الليل ورطوبة النهار والأمطار المفاجئة والمخاطر الطبيعية، ورغم ذلك واصلنا حتى حققنا هدفنا.
147 جائزة دولية
ما الحشرات النادرة التي قمت بتصويرها؟
أحد أنواع الخنافس الذي صادفته في جزيرة سيرام في إندونيسيا العام الماضي وهو من الأصناف النادرة جدًّا.
ما هي الألقاب والجوائز التي حصلت عليها؟
حصلت على 6 ألقاب دولية في التصوير الفوتوغرافي هي: AFIAP، EFIAP، CR1، CR2، QPSA، PPSA "اللقب الثاني من ألقاب الجمعية الأمريكية للتصوير الفوتوغرافي"، بالإضافة إلى أكثر من 147 جائزة دولية في هذا المجال.
وشاركت في مسابقات بارزة بروسيا وإسبانيا وبريطانيا، وحصدت المركز الأول في قسم تصوير الماكرو بجميعها.
اقرأ أيضا: في حوار مع "الرجل".. مينا مسعود بين أحلام السفر وشغفه بالساعات (فيديو)
تعرضت للدغة عقرب
هل تعرضت للإصابة في أثناء التصوير؟
نعم، تعرضت للدغة عقرب في أثناء التصوير في غابات "هوت لوار" بفرنسا، وتلقيت اللقاح فورًا بمساعدة صديق متخصص، وكانت تجربة مفاجئة علمتني أهمية الحذر.
ماذا يعني لقب مصور «لومينار»؟
لقب «لومينار» يُمنح في مسابقة بريطانية لتصوير الحشرات، ويتطلب الفوز في خمسة محاور للماكرو، وقد نلته بفوزي بالجائزة الكبرى.
ما أصعب التحديات التي تواجهها في أثناء تصوير الحشرات في بيئتها الطبيعية؟
أصعب التحديات هي الظروف القاسية، وقلة ظهور الحشرات وحساسيتها للحركة، إضافة إلى صعوبة الاقتراب منها دون إزعاجها وهو ما يتطلب صبرًا ودقة خاصة.
تحقق التوازن البيئي
كيف تصور التفاصيل الدقيقة للحشرة دون التأثير عليها، وتختار الأماكن المناسبة؟
أحصل على تفاصيل دقيقة للحشرة بالصبر والهدوء والاقتراب ببطء دون إزعاجها، مع الاستعانة بعدسات ماكرو متخصصة تتيح التصوير من مسافة آمنة بجودة عالية.
وأختار البيئات الغنية بالتنوع كالغابات والمروج والمناطق الرطبة، وأفضل التصوير في الربيع والصيف، خصوصًا في الصباح أو عند الغروب لروعة الإضاءة.
كيف ترى أهمية تعزيز الوعي البيئي من خلال التصوير وهل لديك مشروع توثيقي لأنواع مهددة بالانقراض؟
توثيق الحشرات بالتصوير يبرز جمالها الخفي ودورها الحيوي في التلقيح والتوازن البيئي، ويساعد على تغيير نظرة الناس إليها أنها كائنات مزعجة. أعمل حاليًا على مشروع علمي بعنوان "وحوش صغيرة" لتوثيق خنافس نادرة مهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر أو تغيّرات بيئتها الطبيعية.
فيلم ومشاهد نادرة
حدثنا عن الفيلم الوثائقي الخاص بك، كيف استلهمت الفكرة، ومكان وزمن تصويره؟
فيلمي الوثائقي "البقاء في الغابات النائية"، يوثق تجربة العيش في بيئة بدائية مليئة بالمخاطر وظروف قاسية وصعبة الإضاءة، وجاءت فكرته من استكشاف الغابات المطيرة. استغرق التحضير شهورًا، والتصوير 17 يومًا بغابات سيرام وكاليمنتان الإندونيسية، وكانت سيرام الأصعب في الوصول، ما منح التجربة طابعًا فريدًا ومشاهد نادرة.
ما أصعب التحديات في أثناء التصوير وممن تلقيت الدعم؟
أصعب التحديات تمثلت في المناخ القاسي الذي أضر بالمعدات، ومحدودية الطاقة، والمخاطر الطبيعية من حشرات ونباتات سامة وأفاعٍ، إضافة إلى صعوبة إدارة الوقت مع تغير الإضاءة.
أما الدعم الأكبر فتلقيته من أخي وعائلتي وتشجيعهم المستمر، إضافةً إلى فريق من المرشدين المحليين.
