من العوالم الافتراضيّة إلى أساطير الصناعة: إليك أفضل الألعاب المفتوحة
في عالم الألعاب ، قليلة هي التجارب التي استطاعت أن تتجاوز حدود الترفيه لتصبح عوالم متكاملة تمنحك حرية الاختيار، وتترك لك القرار بين أن تكون بطلاً أو خارجًا عن القانون، منقذًا أم مجرد شاهدٍ على الفوضى.
هذه هي ألعاب العالم المفتوح التي كسرت القواعد، ورفعت معايير الإبداع إلى مستوى لم تصل إليه الصناعة من قبل.
أفضل ألعاب العالم المفتوح
في هذا التقرير نستعرض أبرز وأعظم ألعاب العالم المفتوح التي شكّلت علامة فارقة في تاريخ مجال الألعاب؛ كلٌ منها ترك بصمته وقدم رؤية مختلفة لما يمكن أن يكون عليه العالم حين يُمنح للاعب حرية أن يتجول فيه بطريقته الخاصة.
لعبة Fallout 4
تدور أحداث Fallout 4 في عالم مدمر بعد كارثة نووية، حيث تستيقظ من أحد الملاجئ لتكتشف أن ابنك قد اختُطف، وتنطلق في رحلة محفوفة بالمخاطر للبحث عنه وسط أنقاض مدينة بوسطن المتهالكة.
لكن سرعان ما تتحول هذه الرحلة الشخصية إلى تجربة ضخمة مفتوحة على خيارات لا حصر لها، حيث يُمكنك أن تكون منقذًا أو خارجًا عن القانون، زعيمًا لفصيل ثوري أو مجرد مرتحل يبحث عن الحقيقة.
تقدم اللعبة مزيجًا متقنًا من الاستكشاف والقتال والبناء، مع نظام تصويب مُحسّن يجعل المواجهات أكثر إثارة وتنوعًا، مدعومًا بقدرات V.A.T.S. التي تتيح لك إبطاء الزمن واستهداف خصومك بدقة.
اقرأ أيضًا: Call of Duty تختبر مستقبل اللعبة بدون SBMM (فيديو)
عالم اللعبة غني بالتفاصيل والقصص الجانبية، بداية من مهام فك الألغاز وحتى اكتشاف مدن خفية ومخابئ سرية. الرفاق في Fallout 4 ليسوا مجرد شخصيات مرافقة، بل لكل منهم خلفية وقصة تفاعلية تتأثر بقراراتك، ما يضيف عمقًا عاطفيًا إلى الرحلة.
كما تتيح لك اللعبة بناء مستوطنات متكاملة من الصفر، حيث يمكنك جمع الموارد، وتشييد المباني، وربطها بأنظمة كهربائية لتخلق مجتمعك الخاص وسط الفوضى.
لعبة The Legend of Zelda: Tears of the Kingdom
تُعد The Legend of Zelda: Tears of the Kingdom ذروة تطور ألعاب العالم المفتوح، حيث تقدم تجربة مذهلة تدمج بين حرية الاستكشاف وإبداع اللاعب في أوسع صوره.
استنادًا إلى الأساس الذي وضعه الجزء السابق Breath of the Wild، تعود اللعبة إلى عالم هايرول Hyrule لكن هذه المرة بشكل أضخم وأعمق، مع طبقات جديدة في السماء وتحت الأرض، وتفاصيل لا حصر لها تنتظر من يكتشفها.
ميزة Ultrahand الثورية تفتح الباب أمام إمكانيات غير مسبوقة، حيث يمكنك دمج العناصر لبناء كل ما يخطر ببالك من مركبات طائرة إلى جسور هائلة، ما يمنحك تحكمًا كاملاً في طريقة التنقل والاستكشاف.
لا تقتصر المتعة على القصة الرئيسة فحسب، بل قد تقضي الكثير من الوقت في استكشاف الأضرحة، وفتح الأبراج، أو فقط التمتع بجمال الرسوم المتحركة والعالم المفتوح الساحر من دون أن يتسلّل الملل إليك.
ومع لمسة نينتندو Nintendo المعتادة من الإتقان والروح الفريدة، تُعيد اللعبة تعريف السلسلة وترفع سقف التوقعات لما يمكن أن تكون عليه ألعاب العالم المفتوح، لتُصبح بجدارة واحدة من أعظم ألعاب Zelda على الإطلاق.
لعبة Death Stranding
في قائمة أفضل ألعاب العالم المفتوح لا يمكن تجاهل لعبة Death Stranding، التي قدمت مفهومًا مختلفًا تمامًا للتجربة الاستكشافية.
تبتعد اللعبة عن الأكشن التقليدي لتضع اللاعب في رحلة استكشاف فريدة عبر أمريكا بعد نهاية العالم، حيث يتقمص دور ناقل طرود يتحدى التضاريس الوعرة ويبني جسورًا حقيقية بين المناطق، الأمر الذي يعكس روح التعاون غير المباشر بين اللاعبين عبر الإنترنت.
تتميز Death Stranding بأسلوب سردي عميق وغامض من توقيع المبدع الياباني هيديو كوجيما، وتطرح تجربة توازن بين الاستكشاف والبناء والتنقل، ما يجعلها تجربة تختلف عن ألعاب العالم المفتوح التقليدية.
على الرغم من بطئها النسبي وصعوبة مهمّاتها، إلا أنها تبرز كعمل فني يركز على المعنى وراء الرحلة وليس فقط الوجهة، ما يجعلها خيارًا مميزًا لعشاق الألعاب التي تتطلب صبرًا وتأملاً.
لعبة Far Cry 6
تدور أحداث لعبة Far Cry 6 في دولة "يارا" الخيالية، الواقعة في أمريكا الجنوبية، والتي تعاني من نظام ديكتاتوري صارم يحكمه أنتون كاستيو، وهو شخصية استبدادية يجسّدها الممثل الشهير جيانكارلو إسبوزيتو. ويتقمص اللاعب دور "داني"، مقاتل يجد نفسه في قلب ثورة مسلّحة تهدف إلى إسقاط النظام.
تقدم اللعبة عالمًا مفتوحًا وتفاعليًا، يتميز بتنوع بيئاته وثراء تفاصيله، حيث تمتلئ "يارا" بالأنشطة المتنوعة من المهمات الجانبية والألغاز إلى السباقات والقصص العشوائية والتفاعلات غير المتوقعة مع السكان والمرافقين.
اقرأ أيضًا: لعبة Battlefield 6 تتفوق على Call of Duty بأرقام قياسية في يوم الإطلاق
تتبع اللعبة نهجًا يدمج السرد السياسي بالحركة والانفجارات، مع الحفاظ على طبيعة سلسلة Far Cry المليئة بالفوضى والحرية المطلقة في أسلوب اللعب.
يُعد هذا الجزء من أكثر إصدارات السلسلة تفاعلاً وغنى بالمحتوى، حيث يُظهر عالمًا يستجيب لما يحدث فيه، ويمنح اللاعب شعورًا مستمرًا بأن كل خطوة قد تقوده إلى مغامرة جديدة أو مواجهة غير متوقّعة.
لعبة Elden Ring
بفضل مزيجها بين الصعوبة المتوارثة من سلسلة Souls والحرية المفتوحة، تعيد Elden Ring تعريف تجربة الألعاب العالمية المفتوحة بطريقة مبتكرة.
تأخذ اللعبة عناصر القتال الدقيق والمنهجي التي تشتهر بها شركة فروم سوفتوير FromSoftware وتطرحها في عالم شاسع مليء بالأسرار والتحديات.
بدلاً من الإرشادات الواضحة والخرائط الممتلئة بالعلامات، يُمنح اللاعب حرية استكشاف المواقع الخفية والكهوف والزنازين، ما يعزز الشعور بالمغامرة والاكتشاف.
الغموض يحيط بكل مكان، حيث لا يكشف العالم عن قصصه بسهولة، ما يضيف إثارة دائمة ويربط اللاعب أكثر بعالم اللعبة.
كما تمنح اللعبة مساحة للتحكم بالوتيرة التي يتقدم بها اللاعب، ما يُخفف من حدة الصعوبة المعروفة لسلسلة Souls، ويسمح بتطوير المهارات والاستعداد للمواجهات الكبرى من دون الشعور بالإجبار على التقدم الخطي.
وميزة القفز المزدوج على الحصان تفتح آفاقًا جديدة في التنقل والاستكشاف، ما يجعل Elden Ring تحفة فنية تستحق مكانها ضمن أفضل ألعاب العالم المفتوح وأكثرها تميزًا.
لعبة Cyberpunk 2077
في عالم الألعاب المفتوحة، نادرًا ما تظهر تجربة تجمع بين حجم الخريطة الكبير والعالم المفعم بالتفاصيل كما تفعل Cyberpunk 2077.
تدور أحداث اللعبة في مدينة نايت سيتي، المدينة الفوضوية التي لا تهدأ أبدًا، حيث يمكن للاعب الانغماس في شوارع حي اليابان المضيئة أو مواجهة التحديات في مناطق الأراضي القاحلة، وصولاً إلى المناطق الحربية الجديدة التي أضافها توسع Phantom Liberty، والذي عزز تجربة اللعبة بشكل ملحوظ.
تتميز اللعبة بتقديم قصص متشابكة تجمع بين الطابع الإجرامي والدرامي، مع شخصية "V" التي تحارب من أجل النجاة بمساعدة الرفيق الذهني جوني سيلفرهاند.
اقرأ أيضًا: لعبة Black Myth: Wukong تتلقى تحديثًا كبيرًا في 13 أكتوبر مع تحسينات وأخطاء مُعالجة
تتيح اللعبة مجموعة واسعة من الأنشطة، من سرقة السيارات إلى تنفيذ مهام إجرامية معقدة، مع إمكانية ترقية قدرات الشخصية بأحدث التعزيزات السيبرانية.
ورغم البداية الصعبة التي شهدها الإصدار الأولي عام 2020، تمكنت Cyberpunk 2077 من استعادة مكانتها بين عمالقة الألعاب بفضل التحديثات المستمرة والمحتوى الإضافي الذي يقدم قصة غنية وتأثيرات واضحة على مسار اللعب، ما يجعلها تجربة عالم مفتوح لا يُمكن تجاهلها.
لعبة Ghost of Tsushima
ننتقل إلى اليابان الساحرة؛ حيث تأخذنا لعبة Ghost of Tsushima في رحلة فريدة عبر عالم مفتوح يجمع بين جمال الطبيعة وروح الساموراي القتالية.
تقدم اللعبة مزيجًا رائعًا من معارك السيف المكثفة ولحظات التخفي الصامتة، مع بيئة بصرية تخطف الأنفاس بألوانها المشبعة وجبالها الشامخة وسهولها الواسعة.
لا يقتصر العالم المفتوح في تسوشيما على القتال فحسب، بل يتيح للاعبين الانغماس في مجموعة من الأنشطة الجانبية المميزة، مثل تأليف قصائد الهايكو أو تقطيع الخيزران، ما يضفي بعدًا آخر يوازن بين الأكشن والتأمل.
ومع ندرة ألعاب الساموراي ذات العالم المفتوح التي تنقل الأجواء اليابانية بدقة وروعة، تبرز Ghost of Tsushima كواحدة من أفضل التجارب التي يمكن خوضها في هذا الإطار.
ولم تكتفِ الشركة المنتجة بذلك، بل وسّعت عالم اللعبة بإصدار الجزء الجديد Ghost of Yotei في أكتوبر 2025، لتقدم تجربة أعمق وأشمل في هذا العالم الساحر.
لعبة The Witcher 3
مع الفساد والحروب التي تهدد القرى المدمرة وتنتشر فيها المخلوقات الخطرة، تبرز The Witcher 3 كأحد أفضل ألعاب العالم المفتوح وأكثرها تأثيرًا.
يتحكّم اللاعب بشخصية جرالت، الصياد المحترف، الذي يواجه تحديات مستمرة سواء عبر حماية القرويين من الوحوش أو التفاوض مع شخصيات خيالية في المدن، أو استكشاف أسرار الأراضي المليئة بالمهام الغامضة.
اقرأ أيضًا: محللون يحذرون Rockstar من رفع سعر لعبة GTA 6
تتميز اللعبة بخريطة واسعة مليئة بالفرص والتحديات، ما يمنح حرية استكشاف غير محدودة ويوازن بين السرد العميق وتجربة اللعب المفتوحة.
هذا العالم الفوضوي هو ما يجعل تجربة The Witcher 3 متفردة، حيث تمزج بين القصة العميقة والحرية المطلقة في الاستكشاف، واضعةً معيارًا جديدًا لا يمكن تجاهله لمستقبل ألعاب العالم المفتوح.
لعبة GTA V
كيف يمكن للعبة صدرت قبل أكثر من 13 عامًا أن تظل متربعة على عرش ألعاب العالم المفتوح حتى اليوم؟ هذا هو اللغز الذي تجسّده Grand Theft Auto V، التحفة الخالدة من روكستار Rockstar Games، التي تجاوزت مفهوم اللعبة لتصبح تجربة ترفيهية متكاملة، بل وأحد أنجح المنتجات في تاريخ صناعة الترفيه.
منذ إصدارها الأول، قدّمت GTA V رؤية متكاملة لعالم مفتوح يضج بالحياة، حيث برزت مدينة لوس سانتوس كأحد أكثر البيئات الافتراضية واقعية في تاريخ الألعاب.
المدينة لم تكن مجرد ساحة للأحداث، بل منظومة مترابطة من النشاطات والمهام والمواقف التي تتفاعل بسلاسة مع تصرفات اللاعب وتطوره داخل القصة.
كانت اللعبة أيضًا من أوائل العناوين التي قدّمت أسلوب اللعب بثلاث شخصيات رئيسة، لكل منها خلفية مختلفة ودوافع خاصة، ما أضفى تنوعًا غير مسبوق على السرد والتجربة العامة، وجعل التنقل بينها عنصرًا أساسيًا في ديناميكية الأحداث وتطورها.
من المطاردات المتصاعدة إلى المهام الجانبية والتفاصيل اليومية، حافظت اللعبة على مستوى من التفاعل والعمق أبقاها في صدارة ألعاب العالم المفتوح لما يزيد على عقد من الزمن.
ومع اقتراب صدور الجزء الجديد المنتظر في 2026، ترتفع التوقعات إلى عنان السماء، والجميع يترقب كيف ستعيد روكستار رسم حدود ألعاب العالم المفتوح مجددًا، وتمنحنا تجربة قد تغيّر تعريف المتعة كما فعلت من قبل.
لعبة Red Dead Redemption 2
رغم مرور سنوات على إصدارها، ما تزال Red Dead Redemption 2 تمثل ذروة ما وصلت إليه ألعاب العالم المفتوح، وواحدة من أكثر التجارب السينمائية إتقانًا في تاريخ الصناعة.
بأسلوبها الواقعي المذهل، نجحت اللعبة في رسم صورة دقيقة للغرب الأمريكي أواخر القرن التاسع عشر، في زمنٍ بدأت فيه أسطورة الخارجين عن القانون بالاندثار أمام زحف الحضارة الحديثة.
تدور أحداث اللعبة حول آرثر مورغان، اليد اليمنى للزعيم داتش فان دير ليند، الذي يقود عصابة تحاول النجاة وسط تلاشي قيمها القديمة وصعود نظامٍ لا يرحم.
ومن خلال رحلته، تكشف اللعبة عن صراع إنساني معقد بين الولاء، الندم، والرغبة في الخلاص، ما يجعل القصة أكثر من مجرد مغامرة غربية تقليدية.
بصمة اللعبة الأوضح تكمن في عالمها الشاسع والمتنوع، من الصحارى الجافة إلى الغابات الكثيفة والمدن الناشئة؛ كل منطقة مصممة بعناية مذهلة عبر مئات التفاصيل الصغيرة، من ردود أفعال الناس في القرى إلى تبدل الطقس وأثره على سلوك الحيوانات والخيول.
ولا يقتصر سحر Red Dead Redemption 2 على سردها أو عالمها فحسب، بل يمتد إلى ما تمنحه من حرية مطلقة؛ إذ يمكن للاعب أن يختار طريقه بين الصيد، واستكشاف الأسرار، وحل الألغاز الغامضة مثل جرائم القتل المتسلسلة أو مطاردة مصاص الدماء الأسطوري.
حتى الأنشطة البسيطة مثل إعداد الطعام أو تنظيف السلاح أو التحدث مع أفراد العصابة، تُضفي على التجربة طابعًا واقعيًا يربط اللاعب بالعالم على نحو غير مسبوق.
