بعد بلوغه سن التقاعد في عيد ميلاده الـ65.. من يقود أبل بعد تيم كوك؟
يحتفل تيم كوك (Tim Cook) اليوم بعيد ميلاده الـ65، وهو على رأس شركة آبل (Apple) التي قادها خلال واحدٍ من أنجح العقود في تاريخ التكنولوجيا الحديثة. لكن هذه المناسبة الشخصية لم تمرّ بهدوء، إذ تحوّلت إلى نقطة محورية في نقاشٍ واسع داخل وادي السيليكون حول مستقبل قيادة الشركة الأعلى قيمة في العالم.
فبعد 14 عامًا من تولّيه دفة القيادة خلفًا للمؤسس الراحل ستيف جوبز عام 2011، يقف كوك اليوم أمام السؤال الأبرز في مسيرته: من سيخلفه في قيادة آبل؟
رغم أن كوك لم يُعلن رسميًا عن أي نية للتنحي، إلا أن بلوغه الخامسة والستين – وهو السن الذي تقاعد عنده معظم رؤساء الشركات التقنية الكبرى – أثار موجة من التكهّنات بشأن ترتيبات ما بعد كوك. وتشير تقارير بلومبرغ إلى أن الإدارة العليا للشركة بدأت بالفعل في إعداد قيادات الصف الثاني استعدادًا لمرحلة الانتقال المحتملة.
خلال فترة ولايته، نجح كوك في تحويل آبل إلى قوة اقتصادية بقيمة 4 تريليونات دولار، بفضل رؤيته المتزنة التي جمعت بين الانضباط المالي والابتكار المستمر، من آيفون إلى Apple Vision Pro. لكنّ خروجه – إن حدث – سيشكّل أكبر تغيير إداري منذ رحيل جوبز، وقد يُعيد رسم مستقبل الشركة لعقدٍ جديد.
من المرشحون لقيادة أبل بعد تيم كوك؟
في خضم هذه التوقعات، يبرز اسم جون تيرنوس (John Ternus)، نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة، كأكثر الأسماء ترجيحًا لخلافة كوك، وفقًا لمارك غورمان من بلومبرغ. انضم تيرنوس إلى آبل عام 2001، وشارك في تطوير معظم منتجاتها الكبرى، من آيفون وآيباد إلى إيربودز ورقائق آبل الداخلية. ويُنظر إليه باعتباره امتدادًا طبيعيًا لأسلوب كوك الإداري المتزن، لكن برؤية تقنية أعمق تتناسب مع المرحلة المقبلة.
وظهر تيرنوس مؤخرًا في واجهة الأحداث داخل الشركة، إذ قدّم هاتف iPhone Air في الإطلاق الأخير، واستقبل العملاء في متجر آبل بلندن عند إطلاق iPhone 17، بينما تولى كوك الدور نفسه في نيويورك — وهي إشارة واضحة إلى إعداد تدريجي لخلافته.
لا يخلو المشهد من مرشحين آخرين داخل آبل:
كريغ فيديريغي (Craig Federighi)، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات، أحد أبرز وجوه الشركة في مؤتمراتها السنوية.
جريج جوسوياك (Greg Joswiak)، نائب الرئيس الأول للتسويق العالمي، الذي يُعد من أقدم القيادات في آبل منذ 1987.
جون جياناندريا (John Giannandrea)، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، لكن فرصه تراجعت بعد الانتقادات التي طالت مشروع Apple Intelligence.
مايك روكويل (Mike Rockwell)، مهندس مشروع Apple Vision Pro، الذي يعتبره البعض "رهان المستقبل"، لكنه لا يزال أصغر من أن يتولى المنصب التنفيذي الأعلى.
كم عمر تيم كوك؟
يرى مراقبون أن احتفال كوك بعيد ميلاده الـ65 ليس مجرد مناسبة شخصية، بل لحظة تعكس تحوّلًا تدريجيًا داخل الشركة نحو جيل جديد من القيادة. فبينما يواصل كوك إدارة العمليات اليومية بكفاءة عالية، بدأ يظهر بوضوح تركيزه على إعداد خلفٍ قادر على حماية إرث آبل، تمامًا كما فعل جوبز معه قبل أكثر من عقد.
ويشير محللون إلى أن الشركة قد تُعلن عن خطة انتقال رسمية في عام 2026، في حال قرر كوك إنهاء مسيرته التنفيذية والاكتفاء بدور إشرافي أو استشاري.
اقرأ أيضًا: هندسة الفوز: ما الذي يمكن لقادة الأعمال تعلّمه من عالم الفورمولا 1؟
سواء استمر تيم كوك في موقعه لعامين إضافيين أو سلّم القيادة قريبًا، فإن بصمته ستبقى واضحة في التحول الاستراتيجي لآبل من شركة أجهزة إلى منظومة خدمات وتقنيات متكاملة. أما خليفته — على الأرجح جون تيرنوس — فسيواجه تحدي استعادة روح الابتكار التي ميّزت عهد ستيف جوبز، مع الحفاظ على القوة المالية التي أرساها كوك.
وبينما تحتفل آبل بعيد ميلاد قائدها اليوم، تبدو الشركة على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة قد تبدأ قريبًا بانتقال القيادة من تيم كوك إلى جيلٍ جديد من مهندسيها.
