اليابان تحطم الرقم القياسي في سرعة الإنترنت بـ402 تيرابت في الثانية
أعلن فريق من الباحثين في المعهد الوطني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في اليابان (NICT) عن تحقيق أعلى سرعة إنترنت في التاريخ بلغت 402 تيرابت في الثانية، متجاوزين جميع الأرقام السابقة عالميًا.
واستخدم الفريق في تجربته نظام ألياف ضوئية رباعي القنوات مكّنهم من نقل البيانات بسرعة مذهلة دون أي فقدٍ في الإشارة على مسافة تجاوزت 50 كيلومترًا.
ألياف ضوئية رباعية القنوات
وأوضح الباحث الرئيس في المشروع، الدكتور ماسايوكي فوكودا، أن الفريق استخدم تقنية نقل متعددة الطبقات تقلل التداخل بين الإشارات وتزيد من الكفاءة الطيفية، ما أتاح نقل كميات ضخمة من البيانات في وقت قياسي.
وأضاف: “هذا التطور يمهّد لجيل جديد من شبكات الاتصالات التي يمكنها دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات العملاقة ونقل المعلومات الفضائية بسرعة غير مسبوقة”.
وأشار الباحثون إلى أن هذه التجربة تمثل نقلة نوعية في هندسة الألياف الضوئية، إذ تعتمد على تصميم مبتكر يسمح بتقسيم الإشارة إلى أربع قنوات ضوئية مستقلة داخل الليف الواحد، ما يضاعف القدرة على نقل البيانات مرات عدة مقارنة بالأنظمة التقليدية.
وأكدوا أن نجاح التجربة يفتح الباب أمام تطبيقات اتصالية جديدة يمكن أن تغيّر شكل الإنترنت كما نعرفه اليوم، وتجعل سرعات الجيل الحالي من الشبكات أشبه بالماضي.
اقرأ أيضًا: اليابان تطلق مشروعًا طموحًا لتطوير روبوتات عملاقة لمواجهة الكوارث
تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستقبلية
يرى الخبراء أن هذا الإنجاز الياباني سيُحدث ثورة في عالم الإنترنت والاتصالات، مع توقعات باستخدام هذه التقنية مستقبلًا في تطوير الشبكات الكمية والاتصالات الفضائية، إلى جانب تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في نقل وتحليل البيانات بسرعة تفوق أي نظام حالي.
وقال الدكتور فوكودا إن التجربة “تشكل خطوة مهمة نحو تمكين تقنيات المستقبل التي تعتمد على نقل بيانات ضخمة في أجزاء من الثانية”.
عصر الإنترنت الفائق يبدأ من طوكيو
أكد الدكتور فوكودا أن هدف المشروع لا يقتصر على تحطيم الأرقام القياسية، بل على تمهيد الطريق لعصر جديد من الإنترنت الفائق السرعة، الذي سيغيّر شكل الاتصال الرقمي في العالم خلال الأعوام القادمة.
وأضاف: “ما أنجزناه اليوم سيكون الأساس للبنية التحتية التي ستدعم مستقبل التكنولوجيا عالميًا”.
بهذا الإنجاز، تواصل اليابان ترسيخ موقعها في مقدمة سباق التطور التكنولوجي العالمي، لتقود العالم نحو مرحلة جديدة من الاتصالات الفائقة التي ستخدم الاقتصاد الرقمي وتدعم تطور الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
