إطلالة غريبة في أسبوع الموضة.. أفواه العارضين مُقيدة بشعار غامض
في أول ظهور له ضمن تشكيلات الملابس الجاهزة لدار Maison Margiela، اختار المصمم البلجيكي غلين مارتينز أن يبدأ بأسلوب غير مألوف، حيث افتتح العرض بأوركسترا مكونة من 61 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 7 و15 عامًا، بعضهم بالكاد بدأ تعلم الموسيقى.
عزف الأطفال مقطوعات كلاسيكية بتفاوت واضح في الأداء، ما أضفى على الأجواء طابعًا من العفوية والحنين، وأثار ابتسامات واسعة بين الحضور قبل أن تطأ أول عارضة منصة العرض.
هذه البداية غير المتوقعة كانت بمثابة إشارة ذكية إلى فلسفة Maison Margiela التي لطالما احتفت بعدم الكمال، واستحضرت روح العروض الأرشيفية التي قدمها مؤسس الدار مارتن مارجيلا، مثل عرض ربيع وصيف 1990 الذي أقيم في ملعب مهجور بمشاركة أطفال الحي، وعرض خريف وشتاء 1997 الذي صاحبته فرقة نحاسية بلجيكية.
تصميمات تعيد تعريف أرشيف Maison Margiela
لم يقتصر العرض على الأجواء فقط، بل امتد إلى التصاميم التي حملت توقيع غلين مارتينز، والتي أظهرت فهمًا عميقًا لتراث Maison Margiela. على عكس جون غاليانو الذي أعاد تشكيل الدار وفق رؤيته الإبداعية الخاصة، اختار مارتينز أن يدمج بين القديم والجديد، مستندًا إلى أرشيف الدار دون أن ينسخه حرفيًا.
استخدم تقنيات خياطة مبتكرة مثل دمج الصدريات في قطع طويلة، وتغيير بنية الأكتاف، وإطالة الجذع عبر إسقاط منطقة الخصر.
كما ظهرت عناصر أرشيفية بوضوح مثل الدنيم المعاد تدويره، والفساتين المنزلقة المجعدة، والأشرطة اللاصقة التي استخدمت كزينة أو لربط الأجسام، إلى جانب الأحذية بدون كعب التي أعيد إصدارها من أرشيف الدار.
اقرأ أيضًا: الفخامة المسؤولة: نهج جديد للموضة المستدامة في المنطقة العربيّة
رموز بصرية تعكس فلسفة Maison Margiela
من أبرز عناصر العرض كانت الأجهزة المعدنية التي فتحت أفواه العارضات، في إشارة ساخرة إلى شعار Maison Margiela غير الرسمي المكون من أربع غرز.
هذه الرموز البصرية أثارت تساؤلات حول مدى تهكم مارتينز على إعادة تدوير أرشيف الدار، الذي يُعد من أكثر الأرشيفات استغلالًا في عالم الموضة.
ومع ذلك، فإن غلين مارتينز لم يكن مجرد مصمم يعيد تدوير الماضي، بل قدم رؤى جديدة بأسلوبه الخاص، حتى أن بعض القطع الجديدة بدت وكأنها مأخوذة من أرشيف Margiela رغم أنها من ابتكاره.
وهذا بحد ذاته يُعد شهادة على نجاحه في فهم جوهر الدار، وتقديم عرض يجمع بين الحنين والابتكار، ويؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ Maison Margiela.
