كيف تحمي شركتك من هجمات التصيد الاحتيالي؟ خطوات جديدة ومبتكرة
التصيد الاحتيالي هو أحد أكبر التهديدات الأمنية التي تواجه الشركات اليوم، ومع تزايد الهجمات الرقمية أصبح من الضروري أن تكون الشركات على دراية بكيفية تدريب موظفيها على الحماية من هذه الهجمات. ومع ذلك، تُظهر الدراسات أن برامج التدريب على التصيد الاحتيالي ليست فعالة كما يُفترض.
سبب فشل برامج التدريب التقليدية
دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع Censys، كشفت أن برامج التدريب السنوي على التصيد الاحتيالي لم تُحسن بشكل ملحوظ من قدرة الموظفين على التعرف على رسائل التصيد الاحتيالي. خلال الدراسة، تم إرسال حملات تصيد احتيالي مزيفة إلى موظفي جامعة كاليفورنيا على مدار ثمانية أشهر. وأظهرت النتائج أن نسبة الفشل كانت متشابهة بين الموظفين الذين تلقوا تدريبًا سنويًا والذين لم يتلقوا أي تدريب، حيث كانت نسبة الفشل حوالي 10% في الشهر الأول وارتفعت إلى أكثر من 50% في الشهر الثامن.
اقرأ أيضاً: كيف غيّر الذكاء الاصطناعي وجه الاحتيال الرقمي في 2025؟
يرجع سبب فشل هذه البرامج إلى قلة التفاعل مع محتوى التدريب. أكدت الدراسة أن معدل التفاعل مع برامج التدريب الحالية كان منخفضًا للغاية، حيث كان الموظفون يميلون إلى مشاهدة الفيديوهات أو إتمام الاختبارات بسرعة دون تركيز على المفاهيم الأساسية. هذا النمط من التدريب لا يساعد في تعزيز الوعي لدى الموظفين أو في تغيير سلوكياتهم في التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة.
كيفية تحسين برامج التدريب على التصيد الاحتيالي؟
لتغيير هذا الوضع، يجب على الشركات تبني استراتيجيات جديدة للتدريب. على سبيل المثال، يجب أن تشمل برامج التدريب جلسات تفاعلية وحلقات نقاش مباشرة أو افتراضية مع مدربين متخصصين، ما يساعد في جذب انتباه الموظفين وتعزيز الفهم العميق. كما يمكن تحسين التدريب عبر التقنيات الحديثة مثل الألعاب التعليمية، حيث يمكن لموظفي الشركات المشاركة في مسابقات أمنية داخلية أو استخدام وحدات تعليمية تفاعلية تجعل التعلم أكثر جذبًا وتحديًا.
خطوات لتعزيز الأمان بتقنيات حديثة
إلى جانب التدريب البشري، من الضروري أن يتم تعزيز الأمان باستخدام تقنيات متقدمة مثل فلترة البريد الإلكتروني لحظر الرسائل الاحتيالية قبل وصولها إلى صناديق البريد الوارد، بالإضافة إلى مراقبة الشبكة والأجهزة باستخدام تحليلات سلوكية لتحديد الأنشطة المشبوهة. كما ينبغي على الشركات تبني أنظمة تحقق متعددة (MFA) لتقليل فرص نجاح الهجمات إذا تم سرقة بيانات الدخول.
التصيد الاحتيالي يشكل تهديدًا متزايدًا على أمان الشركات، لكن التدريب التقليدي وحده لا يكفي لمواجهة هذا التحدي. من خلال تحسين أساليب التدريب وتكاملها مع تقنيات الحماية الحديثة، يمكن للشركات تقليل المخاطر الناتجة عن الهجمات الإلكترونية وضمان بيئة عمل أكثر أمانًا.
