هنري غولدنغ.. كيف قادته نصائح الغرباء إلى هوليوود؟
كشف الممثل الهوليوودي "هنري غولدنغ" Henry Golding، بطل فيلم "كريزي ريتش ايشينز" Crazy Rich Asians، عن جانب غير مألوف من مسيرته، مؤكدًا أن دفترًا صغيرًا كان يرافقه منذ شبابه في لندن شكّل مصدر إلهام رئيسًا في حياته المهنية.
هذا الدفتر لم يكن مخصصًا لملاحظاته الخاصة فقط، بل احتوى على اقتباسات ونصائح سمعها من غرباء وفنانين وكتّاب، تحولت لاحقًا إلى بوصلة توجه مسيرته.
غولدنغ أوضح في حديث لمجلة Fortune أنه في أواخر مراهقته، حين كان يعمل حلاقًا في صالون فاخر بمنطقة سلون سكوير في لندن، بدأ بتسجيل كل ما يسمعه من نصائح أو حكم، حتى تلك التي تصدر عن أشخاص عاديين في الشارع أو عن زبائن الصالون.
وبين عامي 17 و22، ارتبط اسمه بعالم تصفيف الشعر الراقي، حيث عمل مع زبائن بارزين بينهم شقيق الأميرة كيت ميدلتون. لكن بعد سنوات قليلة، قرر أن يغيّر مساره جذريًا، فانتقل إلى ماليزيا مسقط رأسه، ليبدأ تجربة جديدة كمقدّم لبرامج السفر على شبكة BBC.
هذا الانتقال لم يكن النهاية، بل محطة نحو انطلاقة أكبر، إذ اكتشفه المخرج الأمريكي جون تشو من خلال مقاطع مصورة على يوتيوب، ليمنحه دور البطولة في فيلم Crazy Rich Asians عام 2018، الذي حقق إيرادات تجاوزت 238 مليون دولار عالميًا. ومنذ ذلك الحين، أصبح غولدنغ واحدًا من أبرز الوجوه الصاعدة في هوليوود.
اقرأ أيضًا: قصر في هوليوود هيلز يقترب من صدارة سوق العقارات الفاخرة
فلسفة العيش عند المشاهير
رغم هذه التحولات الكبيرة، ظل غولدنغ وفيًا لاقتباس واحد دوّنه في دفتره منذ سنوات شبابه، وهو مقولة المصور الشهير في القرن العشرين إدوارد ج. ستيغليتز: «الأمر المهم ليس عدد السنوات في حياتك، بل مقدار الحياة في سنواتك».
وأكد الممثل أن هذا القول كان بمثابة بوصلته خلال مراحل الانتقال المتعددة في حياته، سواء في عالم تصفيف الشعر، أو تقديم البرامج، أو أدواره السينمائية.
غولدنغ شدّد على أن ما يهمه في النهاية هو عيش تجارب مليئة بالحكايات، ومراكمة قصص ومغامرات تثري حياته. وقال: «كل ما أريده أن أروي قصصًا ممتعة، وأحمل معي حكايات عن جمال التغيير وإمكاناته».
قصة غولدنغ تنضم إلى سلسلة من تجارب شخصيات بارزة استلهمت من مصادر غير متوقعة. فالرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" Nvidia جنسن هوانغ، استلهم فلسفة الصبر من بستاني في معبد ياباني، بينما أسس مؤسسا "أوبر" Uber شركتهما عام 2009 بعد معاناة بسيطة مع إيجاد سيارة أجرة في باريس.
هذه الأمثلة، كما يؤكد غولدنغ، تعكس أن الإلهام قد يأتي من أبسط المواقف وأكثرها عفوية، إذا ما كان الإنسان مستعدًا لتلقيه.
