أبطال من نوعٍ آخر: وجوه غيّرت مسار السينما العربية
شهدت السينما العربيّة تألق نخبة من النجوم الذين أسهموا في إثراء المشهد الفني المصري والعربي بأعمال خالدة، تُعدّ من أبرز ما أبدعته السينما على مرّ عقودها.
وفي كل مرحلة زمنية، برز فنانون جسّدوا بروحهم الإبداعية ملامح التحوّل الفني لتلك الحقبة، فكانت أفلامهم مرآةً تعكس تطوّر الذوق والجمال في عالم الفن السابع.
أبطال السينما العربية عبر العقود
أنور وجدي
الممثل الذي اشتهر بتقديم الأفلام الاستعراضية والرومانسية وُلد عام 1915 (وليس 1955) في أسرة بسيطة بسوريا، وانتقل مع عائلته إلى مصر بعد إفلاس والده. تلقّى تعليمه في مدرسة "الفرير" الفرنسية، ثم اتجه إلى الفن بعد أن ترك الدراسة. بدأ مسيرته على خشبة المسرح مع الفنان الكبير يوسف وهبي، قبل أن يلمع نجمه في السينما من خلال أدوار مؤثرة، أبرزها في فيلم «العزيمة» (1939).
لم يقتصر عطاؤه على التمثيل فحسب، بل خاض مجالات التأليف والإخراج والإنتاج، محققًا الكثير من النجاح، خصوصًا في أعماله المشتركة مع ليلى مراد والطفلة فيروز. يكفي أنه يُعدّ من أكثر الفنانين حضورًا في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، إذ ضمّت ستة من أفلامه تلك القائمة المرموقة.
عماد حمدي
رشدي أباظة
يُعدّ رمزًا للرجولة والأناقة، إذ جمع بين الوسامة والكاريزما في إطلالته وأدواره. وُلد عام 1926 لأبٍ مصري وأمٍ إيطالية، وتلقّى تعليمه في كلية سان مارك بمدينة الإسكندرية، حصل منها على شهادة البكالوريا قبل أن يترك الدراسة الجامعية ليتفرغ لشغفه بالرياضة والفن.
انطلقت مسيرته السينمائية عندما منحه المخرج هنري بركات دورًا بارزًا في فيلم «المليونيرة الصغيرة» (1948)، الذي كان بوابته إلى عالم النجومية. وفي عام 1950، سافر إلى إيطاليا سعيًا لخوض تجربة سينمائية جديدة، إلا أن محاولته لم تُكلَّل بالنجاح.
مع ذلك، ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما العربية من خلال مجموعة من أبرز أفلامها، منها: «امرأة على الطريق»، «صراع في النيل»، «في بيتنا رجل»، و«الزوجة رقم 13»، التي رسّخت مكانته كأحد أهم رموز الفتوة والرومانسية في السينما المصرية.
نجوم الستينيات والسبعينيات
أحمد مظهر
يُعرف بلقب «فارس السينما»، إذ تميّز بقدرته على تجسيد الأدوار التاريخية والرومانسية ببراعة لافتة. تخرّج في الكلية الحربية عام 1938، حيث زامل الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وكان أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار.
جذبت وسامته وثقافته أنظار المخرجين، فكانت بدايته الفنية عام 1951 بدورٍ رئيسي في فيلم «ظهور الإسلام»، قبل أن يرسّخ مكانته كأيقونة للأدوار التاريخية في أعمال خالدة مثل «الناصر صلاح الدين» و«وا إسلاماه».
تنوعت مسيرته بين الرومانسية والكوميديا، فترك بصمات مميزة في أفلام مثل «الأيدي الناعمة» و«لصوص لكن ظرفاء»، ونال خلال مشواره أكثر من 40 جائزة تقديرًا لعطائه الفني، من بينها وسام العلوم والفنون عام 1969.
نور الشريف
يُعدّ نجم الشباب في ستينيات القرن الماضي، إذ قدّم خلال مسيرته مجموعة من الأدوار الاجتماعية والرومانسية التي رسخت مكانته كأحد أبرز وجوه جيله.
تخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967، لتبدأ بعدها رحلته مع النجومية عبر أعمالٍ سينمائية خالدة مثل «زوجتي والكلب»، «دائرة الانتقام»، «آخر الرجال المحترمين»، «زمن حاتم زهران»، و«عمارة يعقوبيان».
لم يقتصر تألقه على الشاشة الكبيرة، بل ترك بصمة قوية في الدراما التلفزيونية من خلال أعمال أيقونية لا تُنسى مثل «لن أعيش في جلباب أبي» و«الدالي»، ليبقى أحد أكثر الفنانين حضورًا وتأثيرًا في وجدان الجمهور العربي.
عادل إمام
بدأ مشواره الفني عام 1966، ليصبح أحد أبرز نجوم الوطن العربي وأكثرهم تأثيرًا عبر الأجيال. قدّم خلال مسيرته أكثر من 100 فيلم إلى جانب عشرات المسرحيات والأعمال التلفزيونية، متميّزًا بقدرته على الجمع بين الكوميديا والدراما في أداءٍ متفرّد جمع بين العفوية والعمق الإنساني.
وفي يناير عام 2000، تم تعيينه سفيرًا للنوايا الحسنة لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وشارك في مؤتمرات دولية وزيارات ميدانية في عدد من الدول العربية لدعم قضايا اللاجئين.
كما أسهم بفاعلية في حملات إعلامية وأنشطة خيرية هدفت إلى تعزيز الوعي الإنساني وتسليط الضوء على معاناة المتضررين، ليجمع بين الفن والرسالة الإنسانية في مسيرةٍ استثنائية لا تُنسى.
أحمد زكي
محمود عبد العزيز
اشتهر بتجسيد البطل الشعبي والرومانسي في مزيج فني مميز جمع بين الواقعية والعاطفة. بدأ مسيرته الفنية عبر التلفزيون في مسلسل «الدوامة» إلى جانب محمود ياسين ونيللي، قبل أن تنطلق رحلته السينمائية الحقيقية بفيلم «الحفيد» عام 1974، الذي شكّل نقطة تحول في مشواره.
في السبعينيات، لمع في مجموعة من الأفلام الرومانسية مثل «حتى آخر العمر» و«مع حبي وأشواقي»، بينما رسّخ في الثمانينيات والتسعينيات مكانته كأحد أبرز نجوم السينما المصرية من خلال أعمال خالدة أصبحت من كلاسيكيات الفن العربي، مثل «العار»، «الكيف»، «جري الوحوش»، و«الكيت كات»، ليبقى رمزًا للفنان القريب من الناس، يجسّد همومهم وأحلامهم بصدق وبساطة.
أبطال الألفية الجديدة
أحمد السقا
تخرّج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1993، وبدأ مشواره بترشيح أسامة أنور عكاشة لمسلسل «النوة»، ثم تألق مسرحيًا في «عفروتو» و«كده أوكيه».
انطلقت نجوميته سينمائيًا مع «صعيدي في الجامعة الأمريكية» و«همام في أمستردام»، وواصل تألقه في أفلام مثل «إبراهيم الأبيض» و«هروب اضطراري»، وفي الدراما بأعمال بارزة كـ«ولد الغلابة» و«نسل الأغراب».
كريم عبد العزيز
نشأ في أسرة فنية، فوالده المخرج محمد عبد العزيز. بدأت مسيرته حين اختارته الفنانة سميرة أحمد للمشاركة في مسلسل «امرأة من زمن الحب»، لتتوالى بعدها نجاحاته السينمائية في أفلام مثل «عبود على الحدود»، «اضحك الصورة تطلع حلوة»، «ليه خلتني أحبك»، «حرامية في KG2»، «حرامية في تايلاند»، «الباشا تلميذ»، «أبو علي»، «واحد من الناس»، «في محطة مصر»، و«خارج على القانون».
وفي السنوات الأخيرة، واصل تألقه في أعمال ناجحة مثل «نادي الرجال السري»، و«الفيل الأزرق» بجزأيه، و«البعض لا يذهب إلى المأذون مرتين»، و«بيت الروبي»، ليصبح أحد أبرز نجوم السينما المصرية الحديثة.
