ميسي والتوحد: الجدل يعود بعد تصريحات غير مؤكدة عن حالته الصحية
:
شهدت مباراة إنتر ميامي ضد شارلوت إف سي لحظة مثيرة للجدل عندما أهدر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ركلة جزاء بطريقة "بانينكا" في الدقيقة 31، مستغلًا غياب المنفذ المعتاد لويس سواريز بسبب الإيقاف.
الحارس كريستيان كاهلينا تصدى للكرة ببراعة، لتبدأ بعدها سلسلة أهداف سريعة لصالح الفريق الضيف، مما أدى إلى تقدم شارلوت على ميامي في النتيجة.
هذه اللقطة أعادت إلى الواجهة الجدل القديم حول شخصية ميسي، الذي وصفه البعض بالخجول والمنعزل، وهي صفات كانت سببًا في إطلاق شائعة إصابته بمتلازمة أسبرغر، إحدى صور اضطراب طيف التوحد.
الجدل بدأ عام 2013، تلاحق ليونيل ميسي شائعة مثيرة للجدل حول إصابته بـ"متلازمة أسبرغر"، وهي إحدى صور اضطراب طيف التوحد، وذلك بعد تصريح أدلى به النجم البرازيلي السابق روماريو، مستندًا إلى مقال للصحفي روبرتو أماندو، الذي ربط بين خجل ميسي الشديد في طفولته وانعزاله، وبين أعراض هذا الاضطراب.
لكن الطبيب دييغو شوارزستاين، اختصاصي الغدد الصماء في مدينة روزاريو، والذي أشرف على علاج ميسي في طفولته، نفى ذلك بشكل قاطع، مؤكدًا أن "ليونيل لم يُشخّص مطلقًا بمتلازمة أسبرغر أو أي شكل من أشكال التوحد"، موضحًا أن ميسي كان يعاني فقط من نقص في هرمون النمو، وهو ما تطلب علاجًا طويلًا قبل انتقاله إلى إسبانيا لمواصلة مسيرته الكروية.
وأوضح أن ميسي كان يعاني فقط من نقص في هرمون النمو، وهو ما تطلب علاجًا طويلًا قبل انتقاله إلى إسبانيا لمواصلة مسيرته الكروية.
من جهته، نقل موقع The Treetop عن ناطق رسمي باسم ميسي أن "ليونيل لم يُشخّص أبدًا بالتوحد، وهذه الادعاءات غير صحيحة"، مضيفًا أن النجم الأرجنتيني "يكن احترامًا وتعاطفًا كبيرًا للأشخاص المصابين بالتوحد، لكنه لا يعاني هو من ذلك".
ورغم عدم صدور أي تصريح مباشر من ميسي أو عائلته، إلا أن سياسة الصمت التي يتبعها تعكس توجهًا واضحًا بعدم الانجرار وراء الشائعات، والتركيز على إنجازاته الرياضية فقط.
اقرأ أيضًا: قميص كريستيانو يحقق رقمًا قياسيًا في مزاد ويخطف القمة من ميسي
شائعات التوحد حول ميسي
الشائعة استندت إلى ملامح شخصية ميسي في طفولته، حيث كان يُعرف بالخجل الشديد، ولقّبه زملاؤه في أكاديمية برشلونة بـ"الصغير الصامت"، كما كان يميل إلى العزلة خارج الملعب، ويملك عددًا محدودًا من الأصدقاء، إضافة إلى تمسكه بروتين يومي صارم.
صحيفة El País ذكرت أن ميسي كان يدخل أحيانًا إلى التدريب وهو يضع ملعقة بلاستيكية في فمه، ولا يخرجها، ما اعتبره البعض سلوكًا غير مألوف.
لكن خبراء علم النفس أكدوا أن هذه التصرفات لا تكفي لتشخيص اضطراب طيف التوحد، بل قد تكون مجرد تعبير عن طبيعة شخصية انطوائية أو خجولة.
مراكز متخصصة مثل All Star ABA، وConnect n Care ABA، وMove Up ABA، نشرت تقارير بين عامي 2024 و2025، أكدت فيها عدم وجود أي دليل طبي أو تشخيص رسمي يثبت إصابة ميسي بالتوحد.
وأشارت إلى أن السمات التي تُفسر أحيانًا كأعراض للتوحد، مثل التركيز العالي، والروتين، والهدوء، شائعة بين الرياضيين الكبار والموهوبين.
كما أوضحت هذه المراكز أن التوحد اضطراب عصبي نمائي معقّد، يتطلب تشخيصًا دقيقًا من فريق طبي مختص، وليس مجرد ملاحظات سلوكية.
ولفتت إلى الفرق الجوهري بين الانطوائية التي تُعد طبيعة شخصية، وبين التوحد الذي يُصنّف كاضطراب نمائي.
