كيانو ريفز: أفلام صنعت أسطورة الأكشن الحديث
يُعد كيانو ريفز أحد أبرز نجوم الأكشن في هوليوود، إذ نجح على مدى أكثر من ثلاثة عقود في ترسيخ مكانته كأيقونة سينمائية ارتبط اسمها بالحركة والإثارة. منذ بداياته في فيلم Point Break عام 1991، وحتى تحفته الأشهر The Matrix، الذي اختارته مكتبة الكونغرس الأمريكية للحفظ في الأرشيف الوطني للأفلام تقديرًا لأهميته الثقافية والتاريخية والجمالية، أثبت ريفز أنه أحد أكثر الممثلين تأثيرًا في هذا النوع من السينما.
أفضل أفلام كيانو ريفز Keanu Reeves
بدأ ريفز مسيرته في عالم الأكشن بفيلم Point Break، الذي جسّد فيه دور عميل فيدرالي يتنكر لاختراق عصابة من راكبي الأمواج المتورطين في سلسلة سرقات بنوك. شكّل هذا الفيلم نقطة التحول الأولى في مسيرته، إذ كشف عن قدرته على الدمج بين الأداء الدرامي المكثف والمشاهد الحركية المليئة بالتشويق، فاتحًا الباب أمام سلسلة طويلة من الأدوار التي رسخت مكانته كنجم أكشن عالمي.
فيلم كيانو ريفز Speed
عام 1994، قدم كيانو ريفز فيلم Speed، أحد أبرز أفلام الأكشن والإثارة في مسيرته. يجسد ريفز دور جاك ترافن، ضابط شرطة مبتدئ في لوس أنجلوس، الذي يواجه تحديًا شديد الخطورة عندما يكتشف مؤامرة خبير المتفجرات المتقاعد هوارد باين، الذي يبتز المدينة باستخدام المتفجرات.
في البداية، يحاول باين قتل بعض الأشخاص المحاصرين في مصعد ناطحة سحاب للحصول على فدية، قبل أن يتم القبض عليه من قبل جاك وشريكه المحقق هاري تيمبل. لكنه ينجح في النجاة ويبدأ محاولته الثانية، هذه المرة بوضع قنبلة في حافلة، تُفعَّل بمجرد وصول سرعتها إلى 80 كم/ساعة، لتنفجر إذا انخفضت عن هذا الحد.
قدم ريفز في Speed أداءً مميزًا جمع بين التوتر والإثارة، مما ساهم في ترسيخ صورته كنجم أكشن عالمي وجعل هذا الفيلم أحد الأعمال التي وجهت مسيرته نحو أفلام الحركة والمغامرة.
ثلاثية فيلم The Matrix
خلال السنوات الخمس التي أعقبت فيلم Speed، قدم كيانو ريفز مجموعة من الأفلام مثل Chain Reaction وThe Last Time I Committed Suicide وThe Devil's Advocate، قبل أن يوافق على الفيلم الذي رفضه عدد من نجوم هوليوود، على رأسهم ويل سميث، وهو الفيلم الذي أحدث تحولًا نوعيًا في تاريخ أفلام الأكشن وحياة ريفز المهنية: The Matrix.
انطلقت ثلاثية The Matrix بداية من عام 1999، حيث تناول الفيلم الأول الحرب بين البشر والآلات من منظور فلسفي، وقدم مزيجًا مبتكرًا من الأكشن والخيال العلمي من خلال مؤثراته البصرية السريعة ومشاهده الحركية المتقنة، إضافة إلى استكشاف موضوعات فلسفية مثل الواقع والإرادة الحرة.
نال أداء كيانو ريفز في دور نيو استحسان النقاد والجمهور، إلى جانب كل من لورانس فيشبورن وكاري آن موس، وأثّر تصميم الفيلم وجمالياته بشكل كبير على صناعة السينما.
تابع ريفز تقديم الجزئين الثاني والثالث من السلسلة بعنواني The Matrix Reloaded وThe Matrix Revolutions عام 2003، ورغم الانتقادات التي وُجهت لهما، لا يزال عالم The Matrix ظاهرة ثقافية تلهم وتؤثر على مسار أفلام الأكشن حتى اليوم.
فيلم كيانو ريفز Constantine
تتواصل المحققة أنجيلا دودسون مع جون قسطنطين طالبة مساعدته لإثبات أن شقيقتها التوأم إيزابيل لم تنتحر. كانت إيزابيل كاثوليكية متدينة، وترفض أنجيلا تصديق أنها كانت ستنهي حياتها. لجأت إلى قسطنطين المعروف بتعامله مع القضايا الغريبة والمرتبطة بالطابع الديني، أملاً في كشف الغموض وراء الوفاة.
اقرأ أيضًا: إعلان فيلم The Bride يثير الجدل برؤية ماجي جيلنهال الجريئة (فيديو)
قسطنطين صائد للشياطين، هدفه الوحيد على الأرض هو إعادتهم إلى العوالم السفلية، جون نفسه ذهب إلى الجحيم، ويعلم أنه مقدر له العودة إليه بعد وفاته، لكنه يأمل أن تدخله أعماله الصالحة إلى الجنة، وبينما يمعن النظر في وفاة إيزابيل، يدرك أن الشياطين تحاول اختراق عالم البشر، وتقوده معاركه إلى صراع مباشر مع الشيطان.
بالرغم من الكثير من اللغط الذي أُثير بسبب التجسيد الواضح داخل الفيلم، إلا أن استمرار كيانو ريفز في تقديم أفلام الأكشن، كان تأكيدًا للإطار الدرامي الذي يحاول الحفاظ عليه، وأنه اللون المناسب الذي اختار ارتداءه.
شخصية "جون ويك" وأثرها على شهرته
عام 2014، اختارت شركة Summit Entertainment كيانو ريفز لتقديم شخصية جون ويك، القاتل المأجور السّابق الذي يعيش مع مرارة فقدان زوجته الحبيبة. تمنحه زوجته قبل رحيلها هدية أخيرة، عبارة عن كلب صغير، يشكل تذكارًا ثمينًا ويمنحه معنى جديدًا للحياة بعد رحيلها.
يتعرّض جون ويك للاعتداء عندما يقتحم يوسف تاراسوف، زعيم المافيا الروسي المتغطرس، ورجاله منزله لسرقة سيارته موستانج 1969 الثمينة وهدية زوجته. يُضطر ويك، القاتل الأسطوري، للكشف عن هويته المخفية وإطلاق العنان لرغبته الجامحة في الانتقام، موجهًا ضرباته إلى تاراسوف وعائلته، في أحداث أكشن متتالية أكدت مكانة ريفز كأيقونة جديدة في أفلام الحركة.
استثمرت شركة الإنتاج 30 مليون دولار في الفيلم الأصلي جون ويك، وتجاوزت عائداته عتبة الـ86 مليون دولار، ما دفعها لتطوير أجزاء جديدة وبناء عالم متكامل للشخصية، يشمل أسر المافيا والقتلة المأجورين والفنادق الخاصة التي توفر الحماية لهم، ليصبح هذا العالم أحد أبرز التصورات السينمائية للجريمة المنظمة.
تابعت الشركة النجاح بإطلاق John Wick: Chapter Two عام 2017، محققًا 171 مليون دولار في شباك التذاكر، ثم John Wick: Chapter 3 الذي تجاوزت إيراداته 326 مليون دولار، وJohn Wick: Chapter 4 الذي فاق كل التوقعات محققًا أكثر من 447 مليون دولار.
كما توسّعت الشركة في هذا العالم بفيلم Ballerina، إلا أن إيراداته كانت أقل من المتوقع، حيث بلغت 191 مليون دولار فقط، رغم أنه ينتمي لنفس الكون السينمائي الذي صنعته شخصية جون ويك.
اقرأ أيضًا: فيلم THE CONJURING: LAST RITES يتصدر سلسلة الرعب بإيرادات تاريخية (فيديو)
اقرأ أيضًا: فيلم تايلور سويفت الجديد يطرح في 18 دولة مع حملة إعلانية محدودة
لماذا يعتبر كيانو ريفز أيقونة الأكشن الحديثة؟
يُعتبر كيانو ريفز أيقونة الأكشن الحديثة بفضل التزامه الاستثنائي بأداء أدواره بنفسه، بدون الاعتماد على ممثلين بدلاء أو دوبلير في المشاهد الخطرة. ففي فيلم جون ويك، نفّذ ريفز 90% من مشاهده الخطرة بنفسه، بعد خضوعه لتدريب مكثّف على الأسلحة وفنون القتال لمدة ثماني ساعات يوميًا على مدار أربعة أشهر.
يمتد التفاني نفسه إلى أفلام أخرى، ففي فيلم The Matrix، استغرق تصوير مشهد الحركة الافتتاحي ستة أشهر من التدريب المكثّف، بالإضافة إلى أربعة أيام للتصوير الفعلي، ما يعكس الجهد الكبير الذي يبذله كيانو لإتقان كل تفاصيل شخصياته والحركة السينمائية.
هذا الالتزام يجعل من ريفز رمزًا للأكشن الحديث، حيث يدمج بين الأداء المميز والاحترافية في تنفيذ المشاهد الخطرة، ما يمنحه تميزًا مستمرًا في عالم السينما.
قبل إنتاج فيلم The Matrix، عانى كيانو ريفز من التحام فقرتين في عنقه على مستويين، ما تسبب بشلل جزئي في ساقيه واضطره للخضوع لجراحة في الرقبة. ورغم مرحلة التعافي أثناء ما قبل الإنتاج، أصر ريفز على التدريب تحت إشراف منسق المشاهد الخطرة يوين وو بينغ، مقتصرًا على اللكمات والحركات الخفيفة. استمر في التدريب حتى في أيام الراحة، رغم أن الجراحة منعت ركل ساقيه لمدة شهرين من أصل أربعة أشهر تدريب. ونتيجة لذلك، لم يُظهر كثيرًا من ركلات الساق في الفيلم.
قبل التصوير، أمضى الممثلون الرئيسيّون أربعة أشهر، من أكتوبر 1997 إلى مارس 1998، مع خبراء فنون قتالية لتعلم تصميم الحركات، رغم اعتقادهم المبدئي أنها ستستغرق بضعة أسابيع فقط.
إصرار كيانو على أداء الحركات بنفسه يعكس الصدق الذي يسعى لإضفائه على أدواره، ويُعد سببًا رئيسيًا لشغف الجمهور المستمر بمشاهدة الجديد الذي يقدمه في أفلام الأكشن، مما جعل منه رمزًا للالتزام والاحترافية في هذا النوع السينمائي.
