سام ألتمان يثير تساؤلات مخيفة: من لا يزال حقيقيًا على الإنترنت؟
في تصريح لافت نشره عبر منصة X، عبّر سام ألتمان (Sam Altman)، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن شعور غريب انتابه أثناء تصفحه لمحتوى متعلق بالذكاء الاصطناعي على تويتر ورديت.
رغم معرفته بأن نمو أداة Codex التابعة لـOpenAI حقيقي وقوي، إلا أنه قال: "أفترض أن كل شيء مزيف أو من إنتاج روبوتات".
أشار ألتمان إلى أن هذا الإحساس لا ينبع من شك في الأرقام، بل من تغير واضح في طبيعة التفاعل داخل مجتمعات الذكاء الاصطناعي، التي أصبحت تبدو "زائفة" مقارنة بما كانت عليه قبل عام أو عامين.
أسباب شعور الزيف في محتوى الذكاء الاصطناعي
أوضح ألتمان أن هناك عدة عوامل وراء هذا الشعور، أبرزها أن المستخدمين الحقيقيين بدأوا يتبنون أسلوب "LLM-speak"، أي طريقة حديث نماذج اللغة الكبيرة، مما يجعل التفاعل يبدو آليًا حتى لو كان من شخص حقيقي.
i have had the strangest experience reading this: i assume its all fake/bots, even though in this case i know codex growth is really strong and the trend here is real.
i think there are a bunch of things going on: real people have picked up quirks of LLM-speak, the Extremely… https://t.co/9buqM3ZpKe— Sam Altman (@sama) September 8, 2025
كما أشار إلى أن المجموعات النشطة على الإنترنت تتصرف بطريقة متقاربة جدًا، ما يخلق نمطًا موحدًا في النقاشات، وأضاف أن دورات الحماس المفرط، مثل "انتهى كل شيء/نحن عدنا بقوة"، أصبحت سمة متكررة، إلى جانب ضغط المنصات الاجتماعية لتعزيز التفاعل، وتأثير نماذج الربح للمبدعين، وحملات الترويج الزائف (Astroturfing) من شركات منافسة، وكل ذلك يساهم في تشويه طبيعة النقاشات.
اقرأ أيضًا: سام ألتمان والأبوة.. نقطة تحول في مسيرته مع الذكاء الاصطناعي
انعكاسات ثقافية وتقنية على مستقبل التواصل الرقمي
تصريحات ألتمان تسلط الضوء على أزمة أعمق في عالم التواصل الرقمي، حيث أصبح من الصعب التمييز بين المحتوى الحقيقي والمصطنع، والمفارقة أن هذا القلق يأتي من أحد أبرز مطوري أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تُستخدم في توليد هذا النوع من المحتوى.
كما أشار ألتمان أيضًا إلى ما يُعرف بـ"نظرية الإنترنت الميت"، والتي تفترض أن المحتوى الآلي أصبح يطغى على التفاعل البشري، وقال: "لم أكن آخذ هذه النظرية على محمل الجد، لكن يبدو أن هناك عددًا كبيرًا من حسابات تويتر التي تُدار بواسطة نماذج لغوية".
هذا التصريح يفتح بابًا للنقاش حول مستقبل المنصات الاجتماعية، ومدى قدرتها على الحفاظ على الأصالة في عصر الذكاء الاصطناعي.
