هل يفشل زوكربيرغ في إنقاذ فريق الذكاء الاصطناعي في ميتا؟
في وقت تتسارع فيه وتيرة المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، تجد شركة ميتا نفسها أمام تحدٍ داخلي غير متوقع، يتمثل في تفكك فريق الذكاء الاصطناعي الذي أنشأته حديثًا ضمن مشروعها الطموح لتطوير "الذكاء الخارق".
ورغم الحملة المكثفة التي قادها مارك زوكربيرغ بنفسه لاستقطاب أفضل المواهب من شركات منافسة مثل OpenAI وغوغل، فإن النتائج لم تكن كما خُطط لها.
اقرأ أيضًا: مارك زوكربيرج يُزاحم الكبار ويتجاوز جيف بيزوس في قائمة الأثرياء
فقد عرضت ميتا رواتب ومكافآت ضخمة، وصلت إلى ملايين الدولارات، لإغراء الباحثين والعلماء بالانضمام إلى مختبراتها الجديدة Meta Superintelligence Labs، التي تهدف إلى تطوير نموذج ذكاء اصطناعي عام يتصرف بطريقة مشابهة للبشر.
إلا أن هذه الجهود اصطدمت بموجة استقالات مفاجئة، أثارت تساؤلات حول مدى قدرة الشركة على الحفاظ على استقرار الفريق، وتحقيق أهدافها في هذا المجال الحيوي.
استثمار ميتا في Scale AI
كان حجر الأساس في خطة ميتا الاستثمار في شركة Scale AI بقيمة 14.3 مليار دولار، مقابل حصة تبلغ 49%، وتعيين رئيسها التنفيذي ألكسندر وانغ، البالغ من العمر 28 عامًا، لقيادة المختبرات الجديدة.
وقد رُوّج لهذا الاستثمار باعتباره خطوة استراتيجية ستمنح ميتا دفعة قوية في سباق الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل التنافس المحتدم مع شركات مثل OpenAI التي أطلقت نماذج متقدمة، وغوغل التي طرحت "جيميني" كرد مباشر على التهديدات الجديدة.
لكن مع مرور الوقت، بدأت تظهر مؤشرات على وجود خلل داخلي. فقد استقال عدد من الباحثين البارزين، من بينهم ريشاب أغاروال، الذي انضم إلى ميتا قادمًا من DeepMind في أبريل، ثم غادر في أغسطس، رغم التعويضات الكبيرة التي حصل عليها.
وأوضح أغاروال أنه يبحث عن "نوع مختلف من المخاطرة"، في إشارة إلى أن بيئة العمل قد لا تكون محفزة بما يكفي.
كما غادرت شايا ناياك، مديرة إدارة المنتجات التي لعبت دورًا محوريًا في تطوير نماذج "لاما"، لتنضم إلى OpenAI، ما شكّل ضربة إضافية للفريق.
ولم تتوقف الهجرة عند هذا الحد، إذ عاد كل من آفي فيرما وإيثان نايت إلى OpenAI بعد فترة قصيرة من انضمامهما إلى ميتا، مما يعكس أن الراتب وحده لا يكفي للاحتفاظ بالمواهب، بل إن ثقافة البحث والبيئة المهنية تلعب دورًا حاسمًا في اتخاذ القرار.
تحديات مستقبل فريق ميتا
في محاولة لاحتواء الأزمة، بدأت ميتا بإعادة هيكلة قسم الذكاء الاصطناعي إلى أربع كيانات مستقلة، مع تجميد التوظيف مؤقتًا.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الاستقرار الداخلي، وتوفير بيئة أكثر تنظيمًا للفريق، خاصة أن الشركة كانت متأخرة تاريخيًا في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها.
ورغم أن ميتا ووانغ قلّلا من أهمية هذه الاستقالات، واعتبراها "طبيعية" في قطاع سريع التغير، إلا أن توقيتها القصير وكثافتها يثيران القلق بشأن مستقبل المشروع.
فالمواهب التي غادرت كانت من بين الأسماء التي تم الترويج لها كجزء من استراتيجية ميتا الجديدة، ما يجعل خسارتها مؤشراً على وجود خلل أعمق.
اقرأ أيضًا: مارك زوكربيرج يكشف عن مستقبل التكنولوجيا باستخدام الهولوجرامات
ويشير مراقبون إلى أن ميتا بحاجة إلى مراجعة شاملة لثقافتها الداخلية، وآليات دعم فرق البحث، إذا أرادت المنافسة بجدية في هذا المجال.
فالمنافسة لم تعد تقتصر على إطلاق النماذج، بل تشمل أيضًا القدرة على بناء فرق مستقرة، قادرة على الابتكار المستمر.
