لماذا لا ينجذب خبراء الذكاء الاصطناعي الفائق إلى عروض مارك زوكربيرج السخية؟
في تحرّك يعكس حجم التحدي داخل "ميتا Meta"، دخل مارك زوكربيرج بنفسه على خط التوظيف، محاولًا استقطاب أبرز العقول في مجال الذكاء الاصطناعي الفائق، عبر تشكيل فريق من 50 باحثًا.
ورغم ضخامة الاستثمارات التي رصدها – بينها صفقة بقيمة 15 مليار دولار مقابل 49% من شركة "Scale AI" – يواجه زوكربيرج عقبة غير متوقعة: المال لم يعد كافيًا.
بحسب ما نقلته مجلة Fortune، أجرى زوكربيرج اتصالات مباشرة مع باحثين متخصصين، مقدّمًا عروضًا تبدأ من مليوني دولار سنويًا، وتصل في بعض الحالات إلى أكثر من 10 ملايين دولار نقدًا، ورغم ذلك، رفض العديد منهم الانضمام إلى "ميتا"، مفضلين البقاء في شركات مثل "OpenAI" و"Anthropic" و"Google DeepMind".
اقرأ أيضًا: ميتا تلمّح إلى إطلاق نسخة واتساب على الآيباد بعد سنوات من الانتظار
الفلسفة أهم من المال؟
لا تقتصر التحديات على الرواتب فقط، فقد أثّرت سلسلة عمليات التسريح الواسعة التي نفذتها "ميتا"، خصوصًا في يناير الماضي حين أقالت نحو 3600 موظف، على صورة الشركة كمكان آمن للعمل.
وبحسب تقديرات مطلعين على الصناعة، لا يتجاوز عدد المتخصصين في الذكاء الاصطناعي الفائق حول العالم الألف شخص، وهو ما يرفع من وتيرة التنافس عليهم، ويمنحهم حرية رفض العروض الأكثر سخاء، وبحسب ديدي داس، المستثمر في قطاع الذكاء الاصطناعي، فإن بعض هؤلاء الباحثين يملكون بالفعل ثروات تجعل المال غير محفّز كافٍ.
في وادي السيليكون، تتجاوز قرارات الانضمام للأبحاث حدود العرض المالي، لتتصل بالفلسفة التي تتبناها كل شركة، فعلى سبيل المثال، تأسست "Anthropic" عام 2021 على يد مجموعة انشقت عن "OpenAI" لأسباب تتعلق بالخلاف حول التوجه الاستراتيجي، فيما اجتذبت شركة "Thinking Machines" الحديثة أكثر من 19 موظفًا سابقًا في "OpenAI" بقيادة ميرا موراتي.
ورغم استقطاب بعض الأسماء البارزة، مثل جاك راي من "Google DeepMind" ويوهان شالكويك من "Sesame AI"، إلا أن مستقبل مشروع "الذكاء الفائق" في "ميتا" لا يزال محفوفًا بعقبات تتعلق بالثقة والسمعة وغياب الحافز الإبداعي.
