نقلة نوعية لتطبيق علّام السعودي.. من المحادثة اللغوية إلى مساعد للأطباء
أعلنت شركة هيوماين، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن نقلة نوعية لتطبيق علّام بعد أن بدأت في تطويره ليتعامل مع صور الأشعة المقطعية، ما يجعله أداة مبتكرة لدعم الأطباء والمختصين في رصد المؤشرات المبكرة للأمراض وتعزيز دقة التشخيص الطبي.
وأكدت الشركة في تصريحات صحفية أن هذه المرحلة من التطوير تخضع لمعايير صارمة واختبارات تقنية دقيقة، بما يضمن جاهزية النموذج للمنافسة عالميًا في ميدان الذكاء الاصطناعي الطبي.
وأوضح الدكتور ياسر العنيزان، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع البيانات ونماذج الذكاء الاصطناعي، أن التطبيق لن يكون بديلًا عن الأطباء، بل سيؤدي دورًا مساعدًا يزوّدهم بمعلومات دقيقة حول العلاجات المحتملة ويدعم قراراتهم السريرية.
انتقال تطبيق علّام من المحادثة اللغوية إلى التشخيص الطبي
بدأ "علّام" مسيرته عام 2023 كأول نموذج محادثة باللغة العربية أطلقته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، ليكون منصة قادرة على معالجة النصوص والأوامر الصوتية وتحسين الصور وفهم محتواها. لاحقًا، انتقلت عملية تطويره إلى شركة هيوماين لمواصلة الارتقاء بإمكاناته وتوسيع نطاق عمله.
ومع التحديثات الأخيرة، أصبح التطبيق يقترب من لعب دور "الذراع الثالثة" للأطباء، من خلال قدرته على تحليل الصور الطبية واستخراج أنماط دقيقة يمكن أن تفيد في التشخيص المبكر.
هذا التطوير يضع "علّام" في مسار جديد يجمع بين التقنية والطب، حيث لم يعد مجرد منصة لغوية تفاعلية، بل تحول إلى أداة متقدمة قادرة على تقديم حلول عملية في مجال الرعاية الصحية.
تطبيق علّام يستند إلى أكبر قاعدة بيانات عربية
يعتمد "علّام" على قاعدة بيانات ضخمة تزيد على 500 مليار وحدة بيانات عربية، وأكثر من 380 مليار كلمة من النصوص، إضافة إلى 390 ألف كتاب، وهو ما يمنحه تفوقًا في فهم اللغة العربية مقارنة بالنماذج الأخرى.
وتسعى الشركة المطورة إلى توسيع نطاقه بإضافة لغات أخرى خلال المراحل المقبلة، بما يتيح له الوصول إلى قاعدة أوسع من المستخدمين حول العالم.
ويخضع النموذج لاختبارات معيارية تغطي 54 مجالًا علميًا من بينها الفيزياء والرياضيات، وقد حقق حتى الآن دقة تصل إلى 80% في الإجابات، مع استهداف رفع النسبة إلى 90% في الفترة المقبلة.
هذا المستوى من التطوير يعزز مكانة "علّام" كأحد أبرز الإنجازات السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويمهد الطريق أمامه ليكون منافسًا بارزًا في الأسواق العالمية، ليس فقط في مجال اللغات بل أيضًا في التطبيقات الطبية المتقدمة.
بهذا المسار، يرسّخ تطبيق علّام موقعه كمنصة تجمع بين ريادة المحتوى العربي وأحدث التطبيقات الطبية، ليكون إنجازًا سعوديًا رائدًا يعكس طموحات المملكة في قيادة الابتكار الرقمي عالميًا.
