تفاصيل وفاة الشاعر السعودي سعود بن معدي الرفيدي القحطاني (فيديو)
شهدت الساحة الأدبية الخليجية مساء أمس الاثنين، حادثة مؤلمة بوفاة الشاعر السعودي سعود بن معدي الرفيدي القحطاني، الذي رحل إثر سقوطه من مرتفع جبلي شاهق في محافظة ظفار بسلطنة عُمان.
وأثارت وفاته المفاجئة حالة من الحزن الكبير في الأوساط الشعرية والثقافية، إذ ارتبط اسمه طوال سنوات بمسيرة حافلة بالإبداع والعطاء.
تفاصيل وفاة سعود بن معدي الرفيدي
وفق المعلومات الرسمية، كان الشاعر السعودي يمارس رياضة تسلق الجبال في منطقة جبل سمحان بمحافظة ظفار، وهو أحد أبرز المرتفعات الجبلية في السلطنة والمعروف بتضاريسه الوعرة وصعوبته بالنسبة للهواة وحتى المحترفين. وفي أثناء محاولته تسلق أحد المرتفعات، انزلق القحطاني بشكل مفاجئ وسقط من علو شاهق، ما تسبب له في إصابات بالغة.
وأوضحت هيئة الدفاع المدني والإسعاف في محافظة ظفار في بيان رسمي أن فرق الإنقاذ هرعت إلى موقع الحادثة فور تلقيها البلاغ، بمساندة من الأهالي المتواجدين بالقرب من الموقع.
وتمكنت الفرق من سحب الشاعر من المنطقة الجبلية الوعرة ونقله بسرعة إلى المستشفى، إلا أن حالته الحرجة حالت دون إنقاذه، ليفارق الحياة متأثراً بجراحه بعد دقائق من وصوله إلى الطاقم الطبي.
المرحوم / سعود معدي الرفيدي كان يحب ويعشق المرتفعات والجبال ..
ولكن كثيراً ما تغدرك وتخونك الاشياء التي تحبها ..
عسى الله يرحمه ويغفر له ويجعله مع الابرار ..#سعود_بن_معدي_القحطاني pic.twitter.com/QA4LGOX9ls— SALEM 🕊️ (@salem_alshamar1) August 19, 2025
من جانبها، أعلنت سفارة المملكة العربية السعودية في سلطنة عُمان أنها تابعت تفاصيل الحادثة منذ لحظة وقوعها، حيث تواصلت مع السلطات المحلية في ظفار، وتعمل حالياً على إتمام جميع الإجراءات اللازمة لنقل جثمان الفقيد إلى المملكة.
وأكدت السفارة حرصها على تقديم كل أشكال الدعم والتسهيلات لعائلة الشاعر في هذه الظروف الصعبة.
رحيل الشاعر سعود القحطاني لم يكن خبراً عادياً، إذ كان الراحل يُعد واحداً من الأصوات الشعرية المميزة في الخليج العربي، فقد نشأ في منطقة القحطة بالباحة، وتمكن خلال سنوات قليلة من أن يرسّخ مكانته بفضل أسلوبه الشعري الذي جمع بين عمق التراث وروح الحداثة.
أثرى القحطاني المكتبة العربية بأكثر من 15 مجموعة شعرية، تنوعت موضوعاتها بين الوطني والغزلي والاجتماعي، وعُرفت بلغتها القريبة من الناس وصورها الشعرية المبتكرة. كما شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية داخل المملكة وخارجها، حيث كان حضوره اللافت وصوته المميز عنصرين أساسيين في تميّزه وانتشاره.
اقرأ أيضًا: وفاة هالك هوغان: التقرير الطبي يكشف السبب الحقيقي للوفاة
ولم يكن مجرد شاعر عابر، بل كان جزءاً من المشهد الشعري الحديث في الخليج، واستطاع أن يبني قاعدة جماهيرية واسعة تفاعلت مع أعماله على المنابر والمهرجانات ووسائل الإعلام المختلفة.
أثارت وفاته المفاجئة موجة واسعة من الحزن في المملكة والخليج، حيث شكّل رحيله خسارة فادحة للمشهد الأدبي، خاصة أنه كان لا يزال في أوج عطائه. ورغم أن تفاصيل الحادثة شكلت صدمة كبيرة، إلا أن إرثه الشعري وأعماله المطبوعة ستظل شاهداً على مسيرته الحافلة، ومصدر إلهام للجيل الجديد من الشعراء.
بهذا الرحيل المأساوي، طويت صفحة شاعر ترك بصمة مميزة في مسيرة الأدب الخليجي والعربي، فيما تبقى كلماته وصوته الشعري حاضرين في ذاكرة جمهوره وقرائه.
