خبراء يحذرون: تمويه وجوه الأطفال بالإيموجي لم يعد كافيًا لحمايتهم على الإنترنت
حذر خبراء الأمن السيبراني والإعلام الرقمي في عدة دول، من أن عادة نشر صور الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تغطية وجوههم باستخدام رموز الإيموجي لم تعد وسيلة آمنة لحماية هويتهم، بعدما باتت أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة بسهولة على إزالة الملصق واستعادة ملامح الوجه.
التقنيات الحديثة تتيح استغلال هذه الصور في التنمر الإلكتروني، والابتزاز، وحتى إنتاج محتوى مسيء للأطفال، ما دفع المختصين إلى دعوة الآباء والأمهات للتوقف تمامًا عن نشر صور أبنائهم على الإنترنت.
وفي تصريحات لصحيفة The Independent البريطانية في يونيو الماضي، أكدت ليزا فينتورا، مؤسسة منظمة Cyber Security Unity، أن وضع الإيموجي فوق وجه الطفل "لا يوفر أي حماية حقيقية للخصوصية"، مشيرة إلى أن الصور المنشورة تكشف الكثير من المعلومات حتى دون إظهار الوجه، مثل عمر الطفل وبنيته ومكان وجوده وحتى المدرسة التي يدرس فيها، خاصة إذا كان الوالدان يشاركان صورًا متعددة بمرور الوقت، وأضافت: "البيانات المجمعة من كل هذه المنشورات تخلق خطرًا أكبر بكثير من أي صورة فردية".
دراسة حديثة: كثرة استخدام الإيموجي قد تؤدي إلى الانفصال العاطفي!
مخاطر نشر صور الأطفال على الإنترنت
يشير خبراء الأمن السيبراني إلى أن نشر صور أو مقاطع فيديو للأطفال يمكن أن تكون له عواقب طويلة الأمد وغير مرغوبة، لأن "الإنترنت لا ينسى"، ومن أبرز المخاطر التي أوردها المختصون:
- فقدان حقوق الاستخدام: عند نشر الصور على المنصات الاجتماعية، يتنازل الوالدان غالبًا عن حقوق استخدامها، ما يتيح للمنصات استغلالها عالميًا مجانًا، بل ومشاركتها مع أطراف ثالثة.
- كشف معلومات خاصة دون قصد: عند اقتران الصور ببيانات مثل الأسماء أو العناوين أو المدارس، يمكن للغرباء تحديد موقع الطفل والتواصل معه.
- التنمر الإلكتروني: الصور قد تُستخدم للسخرية من الطفل أو إذلاله عبر الإنترنت، وقد تعود للظهور بعد سنوات كمصدر للتنمر.
«هارفي بال» أول من ابتكر الإيموجي من أجل إسعاد الموظفين
- الاستخدام في سياقات جنسية: تؤكد الشرطة أن صور الأطفال المتاحة على الإنترنت تُستغل أحيانًا لأغراض جنسية، من قبل مجرمين يبحثون عنها لتوزيعها وبيعها في منتديات غير قانونية.
- التلاعب الرقمي: حتى الصور البريئة يمكن تعديلها رقميًا للسخرية أو وضع الطفل في مواقف غير لائقة، خصوصًا من قبل المتنمرين عبر الإنترنت.
ويخلص الخبراء إلى أن الخيار الأكثر أمانًا هو الامتناع عن مشاركة صور الأطفال على المنصات العامة، أو على الأقل مراجعة بدقة كل ما يُنشر لتفادي كشف معلومات حساسة.
