دولة توفالو تُجلي سكانها بسبب كارثة بيئية تنذر باختفائها كليًا
تعيش دولة توفالو، الواقعة في المحيط الهادئ، حالة طوارئ بيئية هي الأولى من نوعها عالميًا، مع ازدياد خطر الغرق الكامل جراء ارتفاع مستويات سطح البحر.
فوفقًا لتقديرات علمية نشرتها مجلة Wired، قد تختفي توفالو كليًا بحلول عام 2050 إذا استمر تآكل اليابسة بمعدلاته الحالية.
تتكوّن هذه الدولة الصغيرة من تسع جزر، ويقطنها نحو 11 ألف نسمة. وتشير البيانات إلى أن منسوب المياه ارتفع هناك بمقدار 15 سنتيمترًا خلال الثلاثين عامًا الماضية، وهي زيادة تبدو ضئيلة ظاهريًا، لكنها تُعد كارثية بالنسبة لجزر منخفضة لا يتجاوز ارتفاعها بضعة أمتار عن سطح البحر.
هذا الواقع فرض تحركًا فوريًا على السلطات، التي بدأت بالفعل في تنفيذ خطة إجلاء تدريجية للسكان. فقد غدت الفيضانات جزءًا من الحياة اليومية، وتراجع الغطاء الزراعي، وتلوّثت المياه الجوفية بفعل تسلل مياه البحر، مما جعل البقاء في الجزر أكثر صعوبة يومًا بعد يوم.
برنامج هجرة توفالو إلى أستراليا
استباقًا للمأساة، وقّعت توفالو في عام 2023 اتفاقية غير مسبوقة مع الحكومة الأسترالية تُعرف باسم "معاهدة فالبيلي"، تقضي باستقبال 280 مواطنًا من توفالو سنويًا ضمن برنامج هجرة مناخية منظم. وتشمل هذه التأشيرات حق الإقامة الدائمة في أستراليا، إلى جانب الحصول على التعليم والرعاية الصحية والسكن وفرص العمل.
وقد فتحت أستراليا أول باب للتسجيل في يوليو 2025، فتقدّم أكثر من 8,750 شخصًا بطلبات للانتقال، رغم أن عدد المقبولين لا يتجاوز 280 فقط، ما يعكس حجم القلق والخوف السائد بين السكان.
اقرأ أيضاً مشهد من المستقبل.. درون تنقذ حياة رجل وسط فيضانات كارثية (فيديو)
لكن توفالو لا تسعى فقط لإنقاذ سكانها، بل تسعى كذلك للحفاظ على هويتها الثقافية. ففي عام 2022، أعلنت الحكومة خططها لتحويل الدولة إلى أول "دولة رقمية" في العالم، عبر رقمنة الجزر، ونقل الإدارات الحكومية إلى الفضاء الافتراضي، وإعادة صياغة دستورها لتعريف نفسها ككيان افتراضي، في محاولة لحماية الذاكرة الوطنية إذا ما فُقدت الأرض.
ماذا يعني اختفاء توفالو للعالم؟
ما يحدث في توفالو يُعد جرس إنذار عالمي، فهذه الأزمة لا تتعلق بجزيرة معزولة، بل تمثل نموذجًا لما قد يواجهه العالم أجمع في المستقبل القريب. وتشير بيانات وكالة ناسا إلى أن معدل ارتفاع منسوب البحر تضاعف منذ عام 1993، بينما يسجّل خليج المكسيك ارتفاعًا أسرع بثلاث مرات من المتوسط العالمي، ما يهدد السواحل في ولايات أمريكية كفلوريدا وتكساس ولويزيانا.
